العدد (780) - اصدار (11-2023)

السيلفي والهوية المفقودة د. عبدالرزاق أبلال

أن تفكر معناه أن تتساءل؛ أي أن تفلت من سلطة العادة ووهم الاعتيادي، وأن تسلك طريق التمرد ضد البداهات والأحكام المسبقة والمعارف الجاهزة واليقينيات المطلقة، ومعناه أن تعبر عن اندهاشك مما يبدو للعين غير المدربة مجرد سلسلة من الحوادث العشوائية بالتساؤل عن حقيقتها، وما تخفيه من نظام يحكم منطقها؛ فاندهاش الفكر يعبر عن نفسه بالتساؤل، كما عبر عن ذلك، ذات مرة، الفيلسوف الألماني مارتن هيدغر، وأسمى سؤال هو ما انطلق من الذات وعاد إليها محملًا بمعارف وإجابات تنير لها طريقها نحو نفسها، وتنتشلها من التيه والضياع الذي تعيشه، وهي تسعى إلى مطابقة نفسها مع غيرها.

استقطاب وانقسام أم أزمة عميقة؟ د. عبدالله الجسمي

يسود في الآونة الأخيرة مصطلحي «الاستقطاب» و«الانقسام» في الأدبيات التي تتحدث عن الأوضاع السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية، حيث أصبحت هناك حالة من الشد والجذب بشكل غير مسبوق بين الأطراف السياسية وما تبقى من النخب المجتمعية التقليدية، نتج عنها الحدية في التمسك بالمواقف، ودخول مفردات الإقصاء، وأحيانًا العنف اللفظي في الخطاب السياسي، واقحام مؤسسات المجتمع والدولة في الصراع بين أطراف عدة وصل بعضها إلى إدخال القضاء لتصفية الحسابات والاختلافات في الأفكار والمواقف، فما العوامل التي أوصلت الأمور إلى هذه الدرجة؟

نحو منظور براغماتي للتعددية الثقافية الزواوي بغوره

تشكل التعددية الثقافية تيارًا أساسيًا وجديدًا في الفلسفة السياسية والاجتماعية المعاصرة، سواء نظرنا إليه من جهة المشكلات الاجتماعية والسياسية والأخلاقية التي ناقشها، أو النظريات التي قدمها، أو المناقشات التي أثارها ولا يزال يثيرها على المستويين الأكاديمي والعام. ويلحظ المتابع للمناقشات الفكرية والسياسية المعاصرة، بيسر، مدى اللبس في استعمال هذا المفهوم في الفكر الغربي أو في الفكر العربي المعاصر على حد سواء، بحيث يستعمل مفهوم التعددية الثقافية ليغطي ظواهر عديدة اجتماعية، ولغوية، ودينية.

مظاهر الثقافة في وسائل التواصل الاجتماعي عزيز العرباوي

تحتل وسائل التواصل الحديثة مكانة مهمة وأساسية في حياة الفرد العربي كما هو الحال عند أفراد المجتمعات الأخرى على الصعيد العالمي؛ وهذا إن دلّ على شيء إنما يدل على أن الأمر تجاوز مسألة الركون إلى الماضي ووسائله التقليدية في التواصل والتعارف والتفاعل الثقافي والاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد، أو حتى بين الناس في مختلف البلدان. فرغبة الفرد العربي عمومًا، وكيفما كانت ثقافته ومستواه التعليمي والمعرفي، في خلق مساحة كبيرة للتواصل مع الآخر بكل أجناسه وانتماءاته الجغرافية والفكرية والثقافية والعرقية والدينية والسياسية... صارت رغبة ملحة وضرورية للعيش المشترك وتحقيق الذات التي لا يمكنها أن تشعر بوجودها الحقيقي إلا في إطار تفاعلها مع الآخر.