العدد (780) - اصدار (11-2023)
هل تنطبق مقولة «عقدة الأجنبي» حتى في مجال الفن التشكيلي؟! هذا ما يمكننا الاقتراب منه في هذا المقال بناءً على مرتكزاتٍ وأسسٍ مدروسة، ومسلّماتٍ عائمةٍ يعرفُها المهتمّ المتابع. فقد روّجَ الغربُ، وبخاصّة دول أوربا، للفنّ الحديث من خلال المدارس الفنية الحديثة التي ظهرت أوائل القرن العشرين، وكان الفنُّ قبل ذلك دعاية كبرى للمدارس الفنية التي روّجت لها الصحافة والإعلام في العالمين العربي والغربي؛ كالمدارس التأثيرية والتعبيرية والتجريدية والتكعيبية وما إلى ذلك.
لا يفتأ يُذكر اسم ونسلو هومر إلا وتتبادر إلى الذهن مشاهد البحر بزرقته الأخاذة، وسمائه الصافية حينًا والملبدة حينًا آخر، والصيادون بقواربهم وشباكهم وهم يسعون إلى أرزاقهم، وينتزعون أقواتهم من أحشاء البحر المتلاطم. ولد هومر في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية في العام 1836، وكان لعائلته باعٌ كبير في أعمال التجارة المتعلقة بالبحر؛ فكان أبوه تشارلز سافدج هومر تاجرًا.