العدد (407) - اصدار (10-1992)
بعض المدن تشبه الكائن الحي، لا تكف عن النمو والتطور. ومسقط واحدة من تلك المدن التي استمدت من عراقتها القديمة قوة دافعة كي تأخذ مكانها في المستقبل. بعد أن كانت مدينة متقوقعة على نفسها لا تتجاوز مساحتها نصف ميل وسط الأسوار، انطلقت خارج هذه الأسوار وامتلأت أحياؤها الجديدة بالمباني والجسور المعلقة.(17)
ينظر الكويتيون خلفهم في غضب، لكنهم ينطلقون إلى الأمام قفزا، فإعادة بناء الوطن الخارج لتوه من محرقة شديدة البشاعة استمرت لشهور سبعة، ليست تمتلك رفاهة التوقف عند ما مضى بذكرياته الدميمة، وترك القادم الواعد برحابة أفقه، لأجيال أخرى تشيده، هكذا، يواجه أبناء الكويت تحدياتهم، واحدا وراء الآخر، من الاحتلال الغاشم، إلى الكارثة البيئية، إلى إعادة إعمار الوطن، والانطلاق لإكمال مسيرة المنجزات الحضارية تلك التي كانت الكويت - في الفترة التي سبقت الاحتلال - تتقدم نحوها.(1)
.. كشمير.. التي تعني (الزعفران) في اللغة السنسكريتية، وهو زهرة بنفسجية اللون طابت رائحة ومذاقا.. تغني بها الشعراء، وانتظر العامة أن تجف سيقانها الحمراء فيستعملوها في تلوين طعامهم وتحسين مذاقه.. كشمير تلك.. هي أيضا اللغم الموقوت المقتسم بين شعبي الهند وباكستان..، وشبح الحرب الجاثم على هذه البقعة من الأرض التي شهدت منذ تقسيم القارة الهندية ثلاث حروب طاحنة.. وربما - وفي أي وقت - تشهد رابعة ضروسا تعب الدماء..