العدد (783) - اصدار (2-2024)

لماذا أصيب العقل العربي بالجمود؟ د. عبدالله الجسمي

تجاوز عدد سكان العالم العربي أربعمائة مليون نسمة يعيشون على مساحة جغرافية كبيرة تخللتها فترات تاريخية قامت فيها حضارات كبرى لها بصماتها الفكرية والثقافية وإنجازاتها في مسيرة الإنسانية. لكن تعيش المنطقة حاليًا أوضاعًا لا تعكس مسيرتها ولا إنجازاتها التاريخية ولا قدرات العقول المبدعة قديمًا، فالنتاج الفكري والثقافي والعلمي العربي يساوي حاليًا إنتاج دولة أوربية واحدة، وأصبحت معظم الدول العربية في مراكز متراجعة في معظم مظاهر المجتمع.

كيف حاربت أوربا ابن رشد وفلسفته؟ د.محمود حدّاد

تكثر التقييمات الإيجابية عند كوكبة من المثقفين العرب الحداثويين حول دور الفيلسوف والفقيه العربي ابن رشد (1126-1198م) مقارنة بغيره من الفلاسفة والفقهاء على أساس أنه كان أكثر تركيزًا على العقل، ويعتقدون أن نقد الفقهاء العرب الآخرين له في أثناء حياته وتبني الغرب الأوربي له هو أحد العوامل التي أسهمت في التفوق الفكري الأوربي منذ نهاية القرون الوسطى. وذهب مثقف عربي معروف إلى أن «ابن رشد ميت في الشرق حي في الغرب»، على أساس أن أفكاره لم تلق قبولًا في الشرق العربي «اللاعقلاني» بينما شاعت هذه الأفكار «العقلانية» في عصر النهضة الأوربي. لكن هذا التوصيف، وإن كان بمجمله صحيحًا، يحمل قدرًا من التبسيط؛ لأنه لم يتعرض للمعارك الفكرية والانتقادات التي جابهها فكر ابن رشد في المجال أو السياق الأوربي. والأهم، أن فكر ذاك الفيلسوف العربي لم يستطع أن ينتصر بسهولة في أوربا إلا بعد جدال واسع مع الإكليركيين والإنسانويين من جهة ومع مؤيديه من جهة أخرى، ثم جرى تجاوزه في عصر التنوير.

بلاد العرب أوطاني د. سعود هلال الحربي

«بلاد العرب أوطاني - من الشام لبغدان»، ما سبق مطلع لأنشودة نظمها السياسي العربي السوري فخري البارودي (1887-1966)، وقد كانت أيقونة الأناشيد في فترة من الفترات خصوصًا في العقود الأخيرة من القرن العشرين، وقد كنت من الجيل الذي عاش تلك الحقبة، حيث تأثرنا بما تحمله كلماتها من معانٍ تأثرًا كبيرًا، وأصبح اتحاد الدول العربية حلمًا يراودنا، فقد كان الجو العام أو المزاج العربي في تلك الفترة يحمل هذه الأفكار بل ومشبعًا بها، وأصبحنا نقول ونكرر «الوطن العربي»، على اعتبار أنه وطن واحد وعالم واحد، وما يجمعنا من خلاله أكثر مما يفرقنا.