العدد (639) - اصدار (2-2012)

خالد الفرج.. شاعر الخليج العربي كله (شاعر العدد) سعدية مفرح

على قلق كأن الريح تحته ..كان الشاعر الكويتي خالد الفرج وهو ينتقل من قطر, الى آخر حاملاً همومه القومية المغلفة بإطار شعري إبداعي واعٍ، ليسجلها في إبداعاته الكتابية المتنوعة، ولتصبح فيما بعد تاريخه المضيء على امتداد الخليج العربي كله، وربما أبعد من ذلك الخليج أيضًا. الكويت، الهند، البحرين، السعودية، سورية، لبنان.. هي البلاد التي تنقل بينها الشاعر الكويتي الذي يحلو لبعض مؤرخي الأدب اعتباره سعوديًا، على الرغم من أنه لم يكن ليهتم بتحديد تلك الهوية فقد بقي طوال حياته عربيًا حالما بالوحدة وعاملاً على تحقيقها ليس في أشعاره ومقالاته وحسب، بل أيضا في مفاصل عملية مهمة في حياته الوظيفية

إرهاصات قصيدة النثر العربية وتحوّلاتها محمد الشحات

لا يهدف هذا المقال إلى ملامسة الأفق الذي يمكن أن تبلغه جماليات الكتابة «النثرية prosaics» (أو «البروزيقا» بلغة ميخائيل باختين)، فحسب، بل يسعى إلى تحليل الخصائص النوعية الفارقة التي تنضوي عليها أيضا، وذلك عبر تحليل بعض مقولات الشعرية العربية الراهنة وتنظيراتها التي تتناول جنسًا إبداعيًا ينتسب، شكلا (من حيث الغلاف والعنوان) ومضمونا (من حيث الوعي بحدود النوع)، إلى ما يُعرف باسم «قصيدة النثر». لكن ذلك لا يعني مطلقا أن صدور أي مجموعة شعرية جديدة تنتسب إلى جنس قصيدة النثر هي شعر جيد

أغرابٌ خالد الشايجي

صدحَ الليلُ بأنغامِ الظلامِ وتغنّى بهمومِ المستهامْ وستار الليلِ كم حيكت بهِ خلف ذاكَ السترِ أحداثٌ جسامْ أيها الليلُ تُرى كم مدنف وجدَ الأحلامَ في الموتِ الزؤامْ أُمنياتُ الحرِّ والغاياتُ أن يغصبَ العزةَ غصبًا والسلامْ

البطل الهامشي في رواية «صمت يتمدد» أحمد إبراهيم الهواري

إن كان القارئ يشعر بأن «صالح» بطل رواية سليمان الشطي «صمت يتمدد» قد صُنع على عين مُبْدِعه، بحيث اتسعت أبعاد أزمة الإنسان الهامشي الذي يجسّده بطله، وازدادت عمقاً ومأساوية معاً. فقد انتهى «صالح» إلى الشعور بأنه «زائد على الحاجة» وهي ذروة أزمة البطل البيروني «Byronic Hero»، وقد ازدهر هذا النموذج إبّان عصر الرومانتيكية، تلك التي استمدت ملامحها المميزة من حب الذات.. وليس من شك أنه ملمح ضروري لها، وأعني بحب الذات الشعور المفرط بأهمية الذات.. ولا غرو فقد كان «بيرون» يشعر بأنه مركز العالم

بين القصّة القصيرة والرّواية عبدالمجيد زراقط

القصة القصيرة نوع أدبي «مراوغ»، كما يصفه النقّاد، عصيٌّ على التعريف، مثله في ذلك مثل أي نوع إبداعي حقيقي يستعصي على التعريفات الجامعة المانعة، ويأبى أن تحتويه قوالب جامدة، إذ إنّ الأساس فيه الإبداع، ثم يأتي النقد فيرصد الخصائص ويبلورها، ويحوّلها إلى قيم فنيَّة يتبعها بعض الكتّاب، أما المبدع الكبير فلا يتقيّد بها. ولهذا فإننا سنكتفي بإشارات عامة توضح الفرق بين الرواية والقصة القصيرة. يرى بعض النقّاد أن الفرق بين الرواية والقصة القصيرة مجرّد اختلاف في الحجم/القِصر أو الطول

جزيرة الجنية (قصة مترجمة) إدجار آلان بو

(لكل مكان مذاقه الخاص-سرفيوس) يقول مارمونتل في «Contes Moraux» الذي نصرّ في كل ترجماتنا له على تسميته «حكايات أخلاقية» كأننا نسخر من جوهره: «الموسيقى هي الموهبة الوحيدة بين جميع المواهب التي تقدم المتعة لذاتها؛ فالمواهب الأخرى تحتاج إلى شهود». إنه بهذا يقصر المتعة المستقاة من الأصوات العذبة في القدرة على إبداعها. لا تعلو الموسيقى عن أية موهبة أخرى في قابليتها لتقديم المتعة الكاملة حين لا يوجد طرف ثانٍ يستحسنها. وتشترك فقط مع المواهب الأخرى في أن لها من الآثار ما يمكن الاستمتاع بها كاملًا في العزلة

قصص على الهواء عبدالرحيم العلام

توصلت في إطار مسابقة «قصص على الهواء»، لما مجموعه ثمانية عشرة مساهمة «قصصية»، لكتاب ينتمون لمجموعة من البلدان العربية: من مصر والمغرب وسورية والسودان وتونس والسعودية واليمن والأردن والعراق؛ مساهمات يتفاوت شكلها وحجمها بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جدًا والخاطرة والنص المفتوح، وهو ما يشي بحدوث اهتمام مواز ولافت بالكتابة داخل هذه الأشكال السردية، في تنوعها وفي تباينها، وفي انتماء كتابها إلى أقطار عربية مختلفة

الدفاع عن التراث جابر عصفور

الدفاع عن التراث، خصوصًا الإبداعي والأدبي، له أشكال وأساليب متعددة: هناك الدفاع بإبراز القيم المتجددة من هذا التراث الذي لا ينحصر تأثيره في عصر واحد، انتهى منذ زمن يفصلنا عنه ويباعد بيننا وبينه، وإنما يجاوز عصره أو القرون الذي شهدته زمانًا ومكانًا إلى غيره من العصور والقرون والأمكنة التي تمتد بامتداد الإنسانية كلها. إن الجانب الإبداعي الأصيل من التراث هو الجانب الذي يغوص في أعمق أعماق زمنه الخاص، فيصل إلى الجذر الإنساني الذي يجعله قادرًا على إثارة كل الأزمنة الإنسانية في كل مكان

أمام القانون فرانز كافكا

أمام القانون، يجلس حارس البوابة، جاء رجل من الريف يبحث عن القانون، وطلب المثول أمامه، ولكن الحارس أجابه بأنه لا يستطيع الدخول في الوقت الحالي. فكر الرجل قليلًا، ثم سأل الحارس عما إذا كان سوف يتاح له الدخول فيما بعد، قال الحارس: «ذلك محتمل»، «ولكن ليس الآن». كانت البوابة المفضية إلى القانون مشرعة، كالعادة، ولما مشى الحارس إلى جانبها، انحنى الرجل ليرى من خلالها نحو الداخل