العدد (787) - اصدار (6-2024)

لِذَلِكَ لاَ أُطِيقُ المَرْمَرَ خالد بودريف

أَنْزَاحُ عَنْ ظَمَأِ المَنَابِعِ كَيْ أرَى فِي غَيْمَةِ النُّورِ انْزِيَاحًا مُمْطِرَا في النُّورِ يَغْدُو المُسْتَحِيلُ حَقِيقَةً مَهْمَا عَلَتْ بِالمُسْتَحِيلِ يَدُ الذُّرَى

سفراء الكلمة في الخارج مبدعون عرب بدرجة «أديب» و«دبلوماسي» شريف الشافعي

تتعاقب أجيال العرب، ومن نوابغهم دبلوماسيون وأدباء مرتحلون ومهاجرون، تحملوا أمانة الكلمة، وصاروا سفراء لها، سواء بعملهم الرسمي الذي كُلّفوا به، أو من خلال الإبداع الذي أفنوا فيه ذواتهم، تعبيرًا عن كينونتهم، وهويتهم العربية، وانشغالاتهم الذاتية، وقضاياهم الوطنية، والإنسانية. ولا تخفى على متابع للحراك الثقافي، العربي والعالمي، قوى التأثير التي أحدثتها وشكّلتها ارتحالات القامات العربية، الثقافية والدبلوماسية، إلى العالم الغربي، خصوصًا في أوربا والولايات المتحدة، على مدى أجيال وقرون خلت، منذ بداية ظهور ما سُمّي «أدب المهجر»، في بشائره الأولى، حتى لحظتنا الراهنة، الأمر الذي انعكس إيجابيًّا في الكثير من الأحوال لصالح القضايا العربية، وصورة العرب لدى الغرب.

من هم حاملو الجبل مي عاشور

لا يمكن اختزال الأدب في كونه مجرد حكايات لطيفة نستمتع بقراءتها أو اختلاقًا لقصص خيالية، ولكنه أعمق من ذلك بكثير، هو تجارب ثرية حقيقية شاهدة على الزمان والمكان، معها نحيا في فترات مختلفة، حتى لو فصلتنا عنها فجوات زمنية. بفضل الأدب، ننفتح على فكر مختلف، وننظر للأمور بنظرة مغايرة. باختصار، الأدب دنيا أكثر رحابة مما نتصور، وخاصة عندما يكون قادمًا إلينا من بلد بعيد. 

قراءة في رؤية طه حسين النقديَّة  د. عبدالمجيد زراقط

يقول د. طه حسين  في مقدمة كتابه «الشعر الجاهلي»: «أحبُّ أن أفكِّر، وأحبُّ أن أبحث، وأحبُّ أن أعلن إلى الناس ما أنتهي إليه، بعد البحث والتفكير...».  هذا الحبُّ هو ما نشعر به لدى كتابة هذه المقالة، ونحن نقدِّر مكانة «عميد الأدب العربي»، ومعرفة أنَّه علم كبير من أعلام النهضة العربية والتنوير، ويمتلك مشروعًا في هذا الشأن. وما نريد بحثه هو جزئيَّة تتمثل في رؤيته النقدية إلى العالم، وخصوصًا نحو النَّصِّ الأدبي.

الراوي ودوره في السرد الشفهي في ضوء مُنمنمات مقامات الحريري د. ربيع أحمد سيد أحمد

الراوي لُغةً: ذكر الفيروز آبادي لفظ الراوي بقوله «القاصّ هو من يأتي بالقِصّة»؛ وفي التنزيل العزيز {فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا} (64 سورة الكهف)  أي رجعا من الطريق الذي سلكاهُ يقُصّان الأثر؛ وقوله تعالى {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} (3 سورة يوسف) نُبين لك أحسن البيان. وعند ابن منظور في لسان العرب يُقال «رويتُ على أهلي ريّةً؛ قال والوعاء الذي يكون فيه الماء إنما هي المرادة؛ وسُميّتْ راوية لمكان البعير الذي يحملها، وقال بن السكيت يُقال رويت القوم أرويهم إذا استقيت لهم». وفي المُعجم الوجيز الراوي تُقال لراوي الحديث أو الشعر أو القصّة الشعبية: حامله وناقله، والرواية: القِصّة الطويلة؛ والروّي: الشُرب التام؛ والراوية: من كثُرتْ روايته؛ والروّيةُ: النظر والتفكير في الأمور.