العدد (788) - اصدار (7-2024)
كانوا يبتسمونَ جميعًا فى قلب اللوحةِ ويشيرون إلى النهرِ يثيرون الصخبَ وكنت أنا وحدي خارج لوحتهم أتأملهم...
يأتي العيد على المسلمين بعد طاعة عظيمة، فأعيادنا طاعة تأتي بعد طاعة، عيد الفطر يرتبط بشهر رمضان، حيث يفتح الإنسان صفحة جديدة مع شهر الصّوم: ﴿وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ «سورة البقرة - الآية: 185»، فيغيّر عاداته السّيّئة، ويتقرّب من الله بالعبادات؛ أمّا عيد الأضحى فيرتبط بفريضة الحجّ: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} «سورة البقرة - الآية: 203». ومن البدهيّ أن يهتمّ المجتمع العبّاسيّ - وبخاصّة الشّعراء - بهذه المناسبات، فعبّروا عن فرحهم بها، وسارعوا إلى تقديم التّهاني والتّبريكات لممدوحيهم والخلفاء، متمنّين لهم أن يعاد عليهم دومًا.
يُعتبر الذهنُ مفرخةً أُولى وحاضنًا أَوَّلَ يصدرُ عنه كلُّ فكر، وكُلُّ إبداع وما يُحيط بِهذا الإِبداعِ من تَخَيُّل، لا سيَّما الشعر. وتُقاس أبعاد التَّخَيُّل بقدرة المُتَخَيَّل أو الناتج الذهني - المُدْرَك عبر اللِّسانيات وغيرها مِن مُسْتَحدَثات العصر - على المُجاوزة، ومخالفة أُفق التوقُّع. وقد فاقت اللُّغة الأَبجديَّة بِكُل ما تمتلكه من إشارات وإيماءات وإيحاءات كُلَّ وسائل التعبير، القديمة أو الحديثة، وحيث إِنَّ اللغة الإِبداعيَّة تُعد مَنْتُوجًا أو مُكوَّنًا ذهنيًّا؛ فإنَّها تقع أيضًا مِنْ ذهن المتلقي بمثابة مادة جاهزة أو مُعَدَّة للتفكيك والتركيب، أي قابلة لإِعادة الإِنتاج وخاضعة كذلك للتأويل.
ظلّ الشاعر طرفة بن العبد ولا زال علامةً فارقةً في المشهد الشعريّ العربي، وإن كانت له من خصوصيّة تميّزه عن شعراء عصره ومن أتى من بعدهم، فإنّها تتجلّى في هذا القلق الوجوديّ الحاف بتجربته الشّعريّة، فقد كان صوته الشعريّ منذورًا للآلام التي يتعذّر الكشف عن أسرارها وكوامنها. لنقلْ، إنّ ذاكرته الشعريّة الحيّة، تعبِّر عن شروخٍ في الذات. شروخ قاومتْ عبثَ الذّاكرة وتداعيات اليتم وظلم ذوي القربى وخيانة كأس الصّداقات، فارتفع بذلك منسوب المتخيّل وسلطة الكلام.
حظي التأويل باهتمامات القدماء والمعاصرين، من عرب وغير عرب، وتنوعتْ قراءات السلف بين: القراءة التفسيرية، والقراءة اللغوية، والقراءة التأويلية، والقراءة البديعية، والقراءة الجمالية، وذلك كله لدى المفسرين والبلاغيين والمتصوّفة، وأهل الفرق والمذاهب الدينية والفلسفية، فكان لابن قتيبة (ت276هـ/889م) تأويل مختلف الحديث، صححه ونقحه إسماعيل الخطيب السلفي الإشعْردي الأزهري (مطبعة كردستان العلمية 1326هـ)، وطبعات أخرى، وتأويل مشكل القرآن، تحقيق السيد صقر (دار التراث، القاهرة ط2 1973)، وللقاضي النعماني (363هـ/973م) أساس التأويل، تحقيق عارف تامر، بيروت 1960، 386 ص، وله، أيضًا، تأويل الدعائم، تحقيق عادل العوّا (المطبعة السورية، دمشق 1378هـ /1958م).
تواصل الرواية العربية، منذ نشأتها، توسيع فضاء مغايراتها الروائية وتعديد توظيفها، وهو ما يساهم في إثراء المتخيل الروائي بعديد من المغايرات التي تتعايش اليوم فيما بينها، جنبًا إلى جنب: الرواية الريفية، الرواية السير ذاتية، الرواية العائلية، الرواية السياسية، الرواية التاريخية، الرواية العجائبية، الرواية البوليسية، الرواية الأطروحة.
كانت المرأة واقفة عند النافذة المواجهة للغابة، تغني كلمات أوبرا كيوبيد وسايكي. بالضبط عند المرحلة التي تحمل فيها سايكي، الفضولية والقلقة، الشمعة إلى وجه كيوبيد لتفحص بشرته في الظلام، تسقط قطرة من الشمع المنصهر على جسد كيوبيد، وفجأة اخترقت شرارة، تشبه البرق لمنبعثة من زوج من العيون، جفنيها؛ أوقفت لسانها مؤقتًا عند كلمة «قطرة»... قطرة قطرة، تلك القطرة الساخنة. وفجأة رأت النمر جالسًا في الظلام، نصف مختبئ في ثنايا أوراق الشجر والأغصان الملتفة؛ وهو يمسح بمخالبه الدمعة الكريستالية الصافية التي سالت من عينيه.