العدد (788) - اصدار (7-2024)
عادة ما يتم التعامل مع الكوميديا بوصفها معادلة للتفاهة، برغم أن الشواهد تدل على انفتاح أفقها حتى يمكن اعتبارها معادلة لثقافة تعيش حركة مستمرة، يحدوها تطور كبير وسعي حثيث نحو التحديث. ولقد عانت الكوميديا بعض سوء الفهم منذ القديم؛ إذ حلّت ضيفًا مظلومًا منذ ترجم ابن سينا الكوميديا والتراجيديا بالفخر والهجاء، وذلك في ترجمته «فن الشعر» لأرسطو، فقد رأى فيهما مرادفًا قريبًا من ظلال معنى المصطلحين الأجنبيين، فضلاً عن أنه كان يحتكم إلى ما يعلم من أنواع أدبية يستطيع المقاربة بينها وبين النوعين الوافدين.
لعلّ هذا العنوان الفاجع هو خلاصة ما ينتهي إليه قارئ كتاب «صناعة الأوبئة... الحفاظ على التنوع البيولوجي ضرورة حتمية لصحة الكوكب» لـماري مونيك روبان، ترجمة: محمد السباعي (روافد القاهرة 2023م)، قد يبدو لك العنوان صادمًا خاصة بعد محنة وباء كوفيد19- (مطالع 2020م)، الذي فتك بملايين البشر وحول العالم كله إلى محجر صحي... بكل أسف، لم يزل العالم في منظور جمهرة الباحثين في الأمراض المعدية عُرضةً لمزيد من الأوبئة؛ لسبب بسيط، وهو أن أسباب وجودها قائمة، وكل ما تقوم به البشرية من بحوث تقتصر على معالجة المرض، ولكنها لا تواجه الأسباب التي أدت إلى وجوده وانتشاره.