العدد (788) - اصدار (7-2024)
عندما وضعتُ مخطوطًا يضمُّ بعض الرّحلات التي قادتني إلى عواصم بلدانٍ عربيّة وأجنبيّة بعنوان «ما لم يعِشهُ السندباد»، بين يدي الأستاذ عبدالعزيز السريّع، هذا المثقّف المتفرّد الذي ربطتني به صلةُ محبّة وصداقة طويلة، كنتُ أنتظرُ ملاحظاته، وهو الحصيف والناصح بحكمة، قال لي بعد أن دقّقَ في نصُوص تلك الرحلات «أقترحُ يا صديقي، إنْ رأيتَ ذلك، أن تصفَ لنا قرية النّشوء ومدينة الجزائر العاصمة بملامحها العمرانية والبشريّة وأعلامِها من الناحية الوجاهيّة والاجتماعيّة والسياسية وكأنّك تزورُها منطلقًا من قرية المنشأ»، فأجبتهُ «فكرة رائعة. سأكتبُ ذلك، وهو هاجسٌ يسكنني، ويحفُرُ في ذهني منذ مُدّة طويلة. أنتَ تُحرّكُ في نفسي أشياءً عشتُ أضغطُ عليها، بينما ترغبُ في أن تصلَ قلوبَ النّاس. الحرمانُ... تلك هي البداية».