العدد (789) - اصدار (8-2024)
رغم رحيله عن دنيانا منذ نصف قرن تقريبًا لا يزال طه حسين يقدم لنا نموذجًا للمثقف المتكامل، فلم ينته أثر طه حسين في حياة العرب، ولا يبدو أنه سينتهي، فالرجل ضرب سهمه في كل اتجاه، وأنتج من الأفكار والآراء والأساليب والطرائق والأذواق بل والتصورات والإجراءات حول التحديات التي واجهت المجتمع في زمنه، وعن القضايا والمشاغل التي أخذت بعقول الناس ونفوسهم، ما يصلح أن نعود إليه دون انقطاع، نظرًا لاستمرار المشكلات قائمة، وبقاء التساؤلات عالقة.
هل سيؤدي توافر المعلومات الجينومية الشخصية والقدرة على التلاعب بهذه المعلومات إلى وضع يُطالب فيه الآباء بهندسة ذرياتهم على نحو يجعلهم يركلون كرة القدم مثل كريستيانو رونالدو، أو يؤلفون الموسيقى كموزارت، أو يمتلكون عبقرية آينشتاين العلمية؟ وإذا أصبحت أشكال الحياة في المستقبل اصطناعية حقًّا، فهل يعني هذا أنه في يوم ما سيكون لدينا أيضًا أشخاص مُخلّقون اصطناعيًّا؟