العدد (789) - اصدار (8-2024)
الخوف غريزة خص الله بها سائر الكائنات الحية، كوسيلة لتجنب الأخطار في الأوقات المناسبة، والحفاظ على البقاء واستمرار الحياة على وجه الأرض. وتتعدد أشكال الخوف ودواعيه ومظاهره، حسب تنوع الأسباب وتعدد العلل التي تفرزه، وخوف الأطفال أشد وقعًا وتأثيرًا على نفسياتهم الهشة، ومنه رهاب المدرسة الذي يُعَدُّ من التجارب القاسية التي يمكن أن يتعرضوا لها.
في عصر الفضاءات المتجاورة والفضائيات المفتوحة، وتقارب الثقافات، وتمازج الكثير من الرؤى والأنماط الفكرية والسلوكية والحضارية، تزداد تربية الأطفال وتتبّع كلّ ما من شأنه التأثير في فكرهم وسلوكهم صعوبةً وتعقيدًا وتحديًا؛ وهذا أمر واضح ومفهوم غاية الفهم خلال هذه المرحلة الزمنية التي نعيشها في واقعنا المجتمعي والأُسري والحضاري المعاصر... فقد أضحى تأثير مواقع ومضامين شبكة المعلومات العالمية، وتدفق الصور الصامتة والمتحركة في أشكال وألوان مختلفة، إلى جانب الحمولة الفكرية والسلوكية لتلك الصور والأشرطة والأفلام والأنماط أمرًا حسّاسًا لا يمكن تجاهله أو نكرانه، أو التقليل من آثاره ورواسبه في بناء شخصية الأحداث أطفالًا كانوا أم يافعين.
بدأ العلاج باللعب بالرمل كطريقة لمساعدة الأطفال، الذين يعانون من متاعب نفسية وذهنية، على التعامل مع مشاعرهم السلبية بدلًا من توجيهها للآخرين، ثم امتد لعلاج حالات متنوعة من الصغار والكبار. ومن مقدمات هذا العلاج الأساسية ميل النفس لمعالجة نفسها بنفسها وبصورة طبيعية، إذا توفرت لها الظروف الملائمة. ومثلما للجسم طرقه في التشافي، للنفس حكمتها الفطرية القادرة على تعجيل اندمال الجروح وتجاوز الصدمات، وتحقيق التوازن والشعور بالرضا عن الحياة.
بات تأثيرُ وسائل التواصل الإجتماعي أعمق ممّا يمكن غض الطرف عنه، لا يقتصر على فئة عمرية معينة؛ فهو واقع على الكبار كما أنّ بذوره موجودة - للأسف - في نفوس الأطفال، وتلك بذور لن تُنبت لنا الصحة النفسية والعقلية المطلوبة، والخطورة تكمن في دور الآباء في زرعها في نفس الطفل دون أن يعوا تأثيرها المستقبلي العميق.