العدد (403) - اصدار (6-1992)
المقصود بالسيارات "الخضراء" كما لا يخفى.. السيارات البيئية التي لا تفرز الغازات الملوثة للبيئة إلا قليلا.. أو لا تفرزها نهائيا... فالمصانع الشهيرة في صنع السيارات في العالم مازالت تبذل الجهود المتواصلة من أجل ابتكار السيارة البيئية الخضراء الأولى التي تسبق منافساتها إلى الأسواق... وتتميز عليها بشتى المميزات.. وقد أتيحت الفرصة لاستعراض تلك المنافسة، والمقارنة بين ما ابتكرته شركات السيارات الشهيرة، في سيارات بيئية خضراء.. في معرض السيارات الدولي الذي أقيم في فرانكفورت في ألمانيا في أواخر شهر أكتوبر الماضي (1991).
شهدت الستينيات من هذا القرن ظهور أقراص منع الحمل واللوالب.. وكلاهما ابتكار أمريكي أحرزه علماء من الولايات المتحدة.. ولكن نشاط هؤلاء العلماء توقف في هذا الاتجاه لسبب أو لآخر، طيلة السنوات العشرين أو الثلاثين الماضية.. بحيث ظل ابتكار وسائل منع الحمل وقفا على العلماء الأوربيين.. واستمر هذا الوضع حتى أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات حين ظهرت الوسيلة الجديدة (نوربلانت Norplant ) ثمرة طيبة لجهود العلماء الأمريكيين المتواصلة.. ويلاحظ أن وكالة الغذاء والدواء بواشنطن (FDA ) لم تكن بحاجة إلى وقت طويل لإقرار وسيلة النوربلانت الجديدة .. وقد جاء الإقرار أو الترخيص باستعمال الوسيلة في أواخر سنة 1990.
منذ شهرين وقبل أن يبدأ الموسم التقليدي للكوليرا - في ذروة الصيف - أعلنت البرازيل أن الوباء صار متوطنا لديها. وليست البرازيل وحيدة في هذا المضمار، وليست الكوليرا هي الوباء الوحيد الذي يعود للإطلال برأسه بعد غيبة، وفي أماكن لم تكن مرتعًا له. حتى أن التدرن الرئوي ظهر من جديد في الولايات المتحدة، وهي على ما هي عليه من قوة وتقدم علمي. مفارقات تدعونا إلى فتح صفحات كنا طويناها.. لنستذكر.في الأساطير اليونانية كان هرقل كلما هشم رأسا من رءوس الأفعى "هيدرا" نما مكانه رأسان، وفي الوقت الذي يعتقد فيه الإنسان أنه قضى على الأمراض الوبائية تخرج له الوبائيات سبعة ألسن.
منذ انفجار واشتعال منطاد هايدنبرج، الذي كان مملوءا بالهيدروجين عام 1937 وموت 35 من ركابه، والناس يفكرون في الهيدروجين كغاز خطر. لكن بعد مرور أكثر من نصف قرن يعود الهيدروجين ليكون أحد اقتراحات الطاقة البديلة، التي تشعل حماس العالم المتقدم الآن، وتطرح علينا أسئلة عديدة، ستواجهها "العربي" ابتداء من هذا العدد ولأعداد قادمة .. بحثا عن إحاطة، وطموحًا إلى إجابات.إن توفير الطاقة بثمن رخيص يعد من أهم متطلبات الحياة العصرية ومقياسًا لمدى التقدم البشري.
"لن يتخلف العرب عن اللحاق بالتكنولوجيا المعاصرة على اختلاف مستوياتها، خصوصًا تكنولوجيا الفضاء، وما يتفرع عنها من خدمات علمية واجتماعية وثقافية وتربوية. فنحن في عصر اختصار المسافات والأزمنة، وربما اختصار مئات السنوات المستقبلية بسنة واحدة أو بسنتين".بهذه الكلمات البسيطة والمعبرة لخص مدير المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية "عربسات " عبدالقادر البعيري طموح العرب وانخراطهم في مشاريع الأقمار الصناعية العربية.