العدد (402) - اصدار (5-1992)

أرقام محمود المراغي

هذه معركة لها تاريخ. أن تتدخل الدولة في الاقتصاد، أو ترفع يدها عنه. قصة قديمة، وان احتدمت هذه الايام في محاولة لجعل كل شيء حراً، وكل مرور مباحاً، وكل تدخل مكروها.يروي التاريخ أن فكرة الحماية الجمركية- وهي إحدى الوسائل الرئيسية للتدخل- كانت سابقة على الثورة الصناعية، وكانت الأسباب- في بعض الأحيان- غير اقتصادية.وفي القرن الثالث عشر أصدرت إنجلترا سلسلة من القوانين تقيد نوع ومصدر الأقمشة التي تتحول إلى ملابس، وكان الهدف: تمييز الطبقات وفقاً لنوع الملبس الذي يرتديه أفرادها.

جمال العربية فاروق شوشة

من قديم ، وعلماء لغتنا الجميلة يحاولون الوصول إلى الأصول البعيدة لدلالات الكلمات ومعانيها من خلال تأملهم في جذر الكلمة - أي حروفها الأصلية - وفيما يشتق من هذا الجذر . ويضربون مثلا لهذا الاهتمام بما أشار إليه ابن فارس من أن الجيم والباء والراء يدل بناؤها على القوة، ومعنى هذا الكلام أن كل المشتقات المأخوذة عن هذا الجذر اللغوي تتضمن معنى مشتركا يدل على القوة والشدة في مثل : جبر وجبار وجبروت وتجربة ومجرب وجراب ( قيل لأنه يحفظ فيه السيف والشيء إذا حفظ بقي على قوته وشدته ) وجبيرة .

واحة العربي محمد مستجاب محمد مستجاب

مع أن الذئب ينتمي إلى فصيلة الكلاب، في علوم الأحياء، فإن ذلك أهون وأكثر قبولا من انتماء الأسد لعائلة القط، ومن بين آكلات اللحم يظل الذئب مشهودا له بالوفاء لروح الجماعة، وأكثرها تنفيذا لخطة مداهمة جماعية، وإصرارا على جني ثمار جهده منها دون التحلي بالفداء والتغني بالنصر، مع إقامة الأقواس المناسبة، وأحيانا المناقضة للنصر ذاته، ويشارك الشعراء في الهيام بالقمر، وعواؤه المعروف يبدأ من المقام الأدنى بطيئا ثم يتصاعد - كلما تفاعل مع القمر والحب - إلى المقامات الأخرى، وهو بطل لواقعة تاريخية لم يكن طرفا فيها ، لكنها صنعت له شهرة مدوية

عزيزي القارئ المحرر

على أعتاب الصيف تقبل إليك " العربي "، حيث تتقد الشمس منذرة بصيف حار يذكر بشتاء شديد البرودة مر بمنطقتنا. وما بين قطبي التطرف المناخي يبدو " مايو " شهراً وسطًا، هدأة للتأمل، ودعوة لإرسال الطرف إلى بعيد، في اتجاه الخروج من الاستغراق في الذات. وبصدق الحس، وبعض الترتيب تتسق "العربي" مع هذا الإيقاع الحيوي، فتتسم مواد هذا العدد بتأمل: المستقبلي، والآخر، والكوني، والمتغير، إضافة إلى ما يخص الذات العربية، وهو الثابت الذي لا يكون الاكتمال بدونه.

عزيزي المحرر قاريء

عندما انتشرت خصلات شعرها السوداء، سحابة حزن أزهقت أنفاس الباطل.. رددت أسرار نشيد الشهادة فصادر " الطاغوت" حقها في صلاة الجنازة!!.هل ما زالت تُجدي ألفاظ الغضب والتنديد والشتيمة؟ أما يترسب طعم الشجن والخزي في الحلق!؟! كانت جحافل العساكر تتوعد كل المجاهرين بالجسارة وانتهاء الأمر المقضي فتعدم كل كويتي بعد أن تحوك له تهمة عندما ترتطم الضحكات بالبارود.. ترتفع الاعين إلى السماء تستمطر الرحمة.. كانت أسرار هي " أنتيجون" الكويتية الفارة من عباءة "سوفوكل" و" أنوي " وقد انفردت بتفاصيل مأساتها بعد أن تجمعت قلوبًا، وعيونا وأكفا وسواعد..