العدد (401) - اصدار (4-1992)
ظهيرة شتوية رائقة. أرصفة المحطة شبه خالية، وعربات الترام تزحف داخلة، أو تتأهب للمغادرة في تكاسل. تيارات من الهواء المحتمل البرودة تتصارع في الميدان، ولكن في تقطع؛ والشمس طيبة، تغري المارة المعدودين بالتلكؤ وهم يعبرون الميدان. قضيت الصلاة، فبدأ توافد المصلين من جامع القائد إبراهيم. فتحت الأبواب النازلة إلى الجمعية الاستهلاكية تحت أرض الميدان، وارتفعت أصوات بعض باعة الصحف والباعة الجائلين الذين يتاجرون في المستلزمات النسائية الصغيرة
لم أكن أنا وزوجتي ممن يجيدون أعمال الحقل والفلاحة، لكننا قمنا بشراء مزرعة بأحد الشوارع الرئيسية على بعد عشرة أميال من جوهانسبرج، كي نغير شيئا ما في نفسينا ونضيف جديدا إلى حياتنا. كنت أعتقد أن زوجتي ليريس سوف تنسحب إلى مكاننا الجديد في حزن تشيكوفي لمدة شهر أو شهرين في الأكثر ثم تسارع بترك المكان للخدم حتى تحقق رغبتها في أن تكون ممثلة، لكنها على العكس مما تصورت فقد غرقت في عمل المزرعة راحت تديرها بجدية جعلتني أحتفظ بها حتى الآن
كانت أرقب نافورة من بخارى كانت الأفعوانات تصرخ من
الكوني كاتب وروائي عربي من ليبيا له العديد من الأعمال القصصية والروائية. على سبيل المثال "جرعة من دم" "شجرة الرتم" ومن الروايات "خماسية الخوف". صدرت له رواية ضخمة من جزأين هي " المجوس" كما سبق أن صدرت له في العام الأسبق 1995 روايتان هما " نزيف الحجر" و "التبر" ومجموعة قصصية بعنوان "القفص".. وروايته الضخمة "المجوس" هي موضوع قراءتنا
" كانت الشمس تلمع في جناح من السماء، عابثة بغيمات ضائعة في عالم الصيف القائظ. ولأن الحرارة كانت على أشدها، فقد كان الناس ينفثون الهواء الثقيل من صدورهم آملين في هواء بارد منعش، بينما كانت الحيوانات لا تقل عنهم رغبة في طلب البرودة والهواء ذي اللفحات الربيعية. الكلاب تمد ألسنتها والبغال والحمير تعبر هي الأخرى عن رفضها لهذا الصهد الثقيل، فالدواب الواقفة لا تلبث بين الفينة والأخرى أن تدك الأرض بحوافرها بينما التي تمر في عرض الطريق ترخي رأسها وأذنيها إلى أسفل كأنها تفتش عن شيء في الأرض
من أزمان.. من أزمان لم ألق الوجه الريان
في بعض الأيام المرة أهوي في جب للأحزان بدون قرار