العدد (401) - اصدار (4-1992)
باق من الزمن ثماني سنوات، حتى نصل إلى عام (2000)، وبعدها، ندخل الألفية الثالثة. ترى، كيف كانت الألف الثانية، وكيف تكون الألف الجديدة؟ أي قدر من الاتصال، وأي قدر من الدخول في عالم جديد غير مسبوق؟ النظرة التاريخية تقول إن ألف عام ليست شيئا كبير(في عمر الأرض أو عمر الإنسان، فها هي كلمات العلماء تقول إن بداية الكون قد تعود إلى زمن بعيد (12- 20) مليارا من السنوات، وإن بداية الكائنات الحية التي تقترب من الإنسان
من طبيعة المجامع اللغوية أن يكون بحثها اللغوي وانشغالها بقضايا اللغة- تيسيرا وتطويرا، ومحافظة على الأصول الصحيحة، اجتهادا في مسايره العصر وحاجاته والمتغيرات فيه- أن يكون هذا كله بعيدا عن تأثيرات الحياة الخارجية لهذه المجامع، وأن يتم في هدوء وروية، وبأخذ أمده الزمني المطلوب حتى لو استغرق الأمر سنوات متتابعة. وعندما حاولت جمهرة المشتغلين بهذه الأمور، المنتظرين لرأي إلمجمع فيها أن يقتربوا من ساحة هذا العمل الدءوب
في كتب المدارس، الأسد ملك الغابة، وفي علم الحياة، ملك الأحياء في الغابة وخارجها، وفي التاريخ رمز السطوة القوة والجبروت على هامات القياصرة والملوك والسلاطين وأمراء المقاطعات، وآخر أسد تاريخي كان هيلاسلاسي، أسد يهوذا وملك الحبشة، وشاهنشاه إيران اتخذ من الطاووس رمزا دون الأسد، ثم هناك الأسد البريطاني الذي عاشت إمبراطوريته تحت ظله، حيث لا تغيب عن عرينه الشمس
هل يمكن أن نقيس الأخلاق بالأرقام؟ يبدو أن ذلك قد أصبح ممكنا. أما مجالات القياس فهي كثيرة، من بينها: سلوك الدول والأفراد خلال الحروب والعمليات القتالية. تقول الأرقام التي تذيعها منظمات عدة تابعة للأمم المتحدة إن نسبة المصابين من الحرب العالمية الأولى المدنيين أ تتجاوز (5%) من إجمالي عدد المصابين. وفي الحرب العالمية الثانية أصبحت النسبة (50%) أي عشرة أضعاف ما كانت عليه في الحرب العالمية الأولى
إن ذكاءك المتوقد، وطاقتك التي لا تنتهي، وطموحك الذي لا يعرف الحدود، كلها محل اعتراف الصحاب جميعا، لا يشذ منهم أحد، ولا يخالف بينهم مخالف. وقد بدأ ذلك كله يظهر عليك من وقت مبكر عندما كنا جميعا نسعى لطلب العلم، نرى فيه الجدار الذي نستند إليه، ونرتفع به، ونصحح عن طريقه بعض أخطاء الزمان. وكنت دائما في المقدمة، أو قريبا منها. وكان ذلك يجلب عليك بعض الحقد وغير قليل من الكره
مع مطلع كل شهر تصدر "العربي لما وتحرص على الوصول إلى كل عاصمة عربية. وهي تؤكد بذلك إحدى صور انتصار العقل العربي على كل عوامل الفرقة السياسية. و "العربي" تعودت دائماً أن تغوص بحثاً عن الجوهر الحقيقي للإنسان العربي. وهي تعتبر كل الشعوب العربية قراءها وتحرص دائماً على أن تقيم معهم حوارًا دائماً في رحلتها من أجل المعرفة والتنوير. لقد فتحت صفحاتها الأولى من أجل بعث حوار خلاق تتلاقى فيه الآراء..
أسجل إعجابي بمقال الدكتور محمد الرميحي في العدد 398 يناير 1992 "عنوان المرحلة القادمة" والذي كان له أثر كبير قي توضيح الحقائق والأوهام بالنسبة لموضوع الوحدة العربية الزائفة التي اتخذتها بعض الأنظمة العربية شعارًا لها في الآونة الأخيرة، وتقديم الأدلة الدامغة لدحض مزاعمها عن طريق الوعي الكامل بأمور أمتنا العربية وتسمية المرحلة السابقة بمرحلة الرفض والتي لم تحقق أى خطوة في مجال التضامن العربي سوى الرفض الكامل
التاريخ شيء لم يحدث. والمؤرخ رجل لم يكن هناك..". لا أذكر من قالها.لكنني أتذكرها كلما طالعت كتابا من كتب التاريخ العربي فدخلت في متاهاته دون أن أستطيع الخروج.خضم هائل من المكائد والحروب وقيام الدول وأفولها، ومع ذلك لا يوجد شيء يمكن التيقن منه أو الركون إليه. لقد تداخل الكذب في الصدق. وعشش الوهم داخل أنسجة الحقيقة. قرأت أول سطور التاريخ في كتب المدرسة. وهي أسوأ أنواع الكتابة التاريخية. فهي ليست فقط مليئة بالثغرات وإهمال العصور والشخصيات التي لا ترضي النظام الحاكم، بل إنها تفتقر أيضا إلى العنصر الإنساني. تحيل كل شيء إلى أسباب ومسببات جاهزة للحفظ. صورة محنطة للتاريخ يرددها التلاميذ كالببغاوات.