العدد (397) - اصدار (12-1991)

حوَار القُرَّاء المحرر

تحية من صميم القلب إلى جميع العاملين، تحية إلى كل مواطن كويتي وإلى كل عربي عاش مع الإخوة الكويتيين محنتهم وساندهم من أجل قضية الحق وزهق الباطل. أما بعد:عند مشاهدتي لمجلة "العربي" في الأسواق كانت مفاجأة سعيدة بعد ذلك التوقف بسبب العدوان الغاشم على دولة الكويت، وأود ومن خلالها أن أنقل أسمى آيات التهاني إلى كل الشعب الكويتي وإلى العرب الغيورين على القضية العربية وعلى الحق ومبروك ألف مبروك التحرير.

عزيزي القارئ المحرر

بهذا العدد نطوي سنة من الزمن وندخل سنة ميلادية جديدة. والسنة التي مضت شهدت أعاظم الأمور خاصة في منطقتنا العربية، فهي السنة التي حُررت فيها الكويت من استعباد نظام عربي طاغ صب كل ما في الإنسان من مساوئ على الإنسان العربي الكويتي المسالم، وهي سنة استقبلت الإعداد الجاد للدخول في سلام شامل ودائم في منطقتنا العربية المنكوبة، وهي أيضا سنة شهد نصفها الثاني حركة اقتصادية وسياسية كويتية منقطعة النظير في التعمير والبناء، فخلال أشهر عديدة أطفئت "النار الكبرى" التي أشعلها نظام بغداد

رسالة إلي يحيى الجمل

ألا ترى أنك خرجت في تلك الليلة منتفخ الأوداج مزهوا بما تصورت أنه نصر مبين، ونمت قرير العين لأنك أحسست أن سادتك جميعا قد رضوا عنك واطمأنوا إلى حسن بلائك وفائق مقدرتك، وأنك رجل المهمات الصعبة.. ولكن ألا ترى يا صاحبي أنك في تلك الليلة الحزينة قد استطعت أيضا أن تدفن في التراب آخر ما تبقى لك من احترام لدى آخرين ليسوا من سادتك، ولا من أصحاب الكلمة النافذة فيما ترجوه من شأن يبدو لك أنه خطير وما هو بخطير.

أرقام محمود المراغي

حين وقع الغزو العراقي للكويت كان عائد الاستثمارات الكويتية في الخارج يفوق عائدها من النفط.. وهو الأمر الذي حقق صمودا اقتصاديا كان من المتعذر أن يتم لولا ذلك الاحتياطي الخارجي.حينذاك قال الاقتصاديون: "الآن تضاف حجة قوية لمبررات الاستثمار العربي في الخارج.. فها هو عنصر أمني - لم يخطر على بال أحد - قد فرض نفسه.. وها هو الخارج قد أصبح طوق النجاة ليس لفترة العدوان وحدها، وإنما لشهور أو سنوات بعد العدوان.. وحتى يستعيد الاقتصاد الكويتي عافيته، وتلتقط آبار النفط أنفاسها وتستأنف مسيرتها السابقة".

واحة العربي محمد مستجاب

الخروف حيوان عالمي لا تكاد تخلو منه بقعة، يتميز بقرونه الملفوفة المشرعة فوق هامته وكأنه مستعد دائما لمواجهة تمرد، يسير وسط القطيع من الشياه والمعز في اعتزاز وكبرياء وتسلط، وكثيرا ما ينتهي به الأمر محترقاً بالأسياخ فوق نار جماعة تقضي وقتا سعيداً، وقبل أن يكتشف أهل المدن تقديم زوج من الحمام أو الدجاج للعريس ليلة الفرح، كان الخروف هو المختار الدائم لهذا الموضوع خلال التاريخ كله، وليس مصادفة أن الطريق المؤدي لمعبدالكرنك حيث تماثيل شوامخ الفراعنة، تربض على جانبيه كباش

جمال العربية فاروق شوشة

لكلمة أحد وما تفرع منها - في لغتنا العربية - دوران حول معنى رئيسي يتصل بالتفرد والانفراد والتوحيد. وأول ما يعرض لنا في معنى الأحد أنه اسم من أسماء الله تعالى، ومعناه الواحد المتفرد بالألوهية واستحقاق العبادة. يقول المعجم الكبير: أحد إليه يأحد أحْدا: عهد إليه. قال الراعي: بان الأحبة بالأحد الذي أحدوا فلا تمالُك عن أرض لها عمدوا ويقال: أحَّد الشيء: وحَّده، جاء في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: أحِّدْ أحِّدْ أي أشر بإصبع واحدة

إلى أن نلتقي أبوالمعاطي أبوالنجا

في بداية الخمسينيات، وفي مطلع الشباب، كنت أقرأ بافتتان مع نفر من أبناء جيلي ما يكتبه "خالد محمد خالد" عن "الديمقراطية أبدا" و "منيف الرزاز" عن "معالم الحياة العربية"، وكنا ندرك بعقولنا القيمة العظمى لفكرة الديمقراطية، ولكن قلوبنا الثائرة في تلك الفترة كانت مثقلة بأحزان تلك الفجوة السحيقة التي تفصل بين شريحة اجتماعية صغيرة يبطرها الغنى، وأغلبية عظمى يسحقها الفقر، وكانت قلوبنا وعقولنا أيضا مثقلة بأحزان فجوة أعمق بين ما كنا فيه - كعرب - من تخلف، وبين ما وصل إليه العالم المتقدم في الغرب أو في الشرق!!