العدد (396) - اصدار (11-1991)

محنة الاحتلال وعذابات الطفولة عبدالرزاق البصير

أجلس الوالد طفله في حجره، وأخذ يتأمل شعر طفله فوجده قد طال. وكان الذهاب في تلك الأيام العجاف - إلى الحلاق - لا يخلو من مغامرة، لأن المرور على نقاط التفتيش يضطرك إلى الوقوف أمام أناس لا خلاق لهم. إذ قد يخطر ببالهم مصادرة السيارة، فليس يوجد شيء يمنعهم عن ذلك. فرأى الوالد أن يتحاشى كل هذا الإزعاج بأن يقوم بحق رأس ابنه. وكان أكثرنا في تلك الأيام لا يذهب إلى الحلاق، ولكن يحلق رأسه عند أحد أقاربه تحاشياً من أولئك الوحوش.

صلاح عبدالصبور كما عرفته كامل زهيري

كان صلاح عبدالصبور شاعرا حزينا كما بدا في قصائده، يؤمن بأن عمره القصير سوف يمضي كالشهاب وقد كان. ولكن هناك وجها آخر لذلك الشاعر الحزين القصير العمر يتحدث عنه هذا المقال.عرفت الشاعر صلاح عبدالصبور في الخمسينيات. في غرفة "القراءة" في روزاليوسف القديمة، حيث أقمنا أعواما نقرأ ونكتب ونأكل ونضحك. وكان حي (روز اليوسف) نقلة أو تخشينة بين عالمين، وبين حي قديم وحي جديد، أو حي شعبي مغرق في العراقة وحي أرستقراطي مستحدث، بين السيدة زينب وجاردن سيتي.