العدد (395) - اصدار (10-1991)
طبعنا من العدد الماضي من " العربي " وهو الأول بعد تحرير الكويت، مائة ألف نسخة، وعندما جاءتنا برقيات الموزعين من مختلف الدول العربية، كان المطلوب مائة وسبعين ألف نسخة. هذه الأرقام تؤكد قيمة " العربي " الثقافية لدى قرائها ولدى العرب في كل مكان، وعندما نزلت " العربي " إلى الأسواق نفذت في أيام قلائل، فالعدد تاريخي بكل معنى الكلمة. من جهة أخرى فإن ما حملته " العربي " من فكر له علاقة بالتطورات الجديدة المبتغاة
ليتك تكف عن تكرار ذلك الحديث السمج الممل، الذي لم يعد أحد يطيق سماعه، والذي ما أظن أنك في داخلك تصدق كلمة واحدة منه. ليتك تكف عن وصف نفسك بأنك رجل موضوعي في كل مواقفك وتصرفاتك، فالناس جميعا من هو قريب منك ومن هو بعيد عنك، من يحبك- إن جاز أن أحدا يحبك - ومن لا يحبك، الذين هم أكبر منك والذين هم أصغر منك - إن جاز أن أحدا يمكن أن يكون أصغر منك- الناس جميعا يعلمون يقينا أنه لا صلة بينك وبين ما يقال له " موضوعية " أو اتزان أو سلامة رأي
حين ظللت الاشتراكية أجزاء واسعة من العالم، وحين هزمت الرأسمالية في مواقع هامة مثل أوربا الشرقية، قال علماء السياسة والاجتماع: "إنه تحول تاريخي. وكما كان التحول من عصر الإقطاع إلى عصر الرأسمالية هاما في تاريخ الإنسان، فإن الانتقال من الرأسمالية للاشتراكية يحمل نفس الأهمية". الآن، يشهد العالم رحلة العودة من الاشتراكية. الاتحاد السوفييتي يتحدث عن نظام السوق والالتحاق بالمؤسسات الرأسمالية وفي مقدمته صندوق النقد الدولي
في الألفباء العربية: العين هو الحرف الثامن عشر، ويعد أنصع الحروف في الجرس اللغوي وألذها سمعا، وفي علم وظائف الأعضاء: العين هي جهاز الإبصار في الكائنات الحية، وأجمل عيون في الظباء والمها وصغار الأبقار والفتيات الصحراويات، وأكثرها اتساعا وحدة عين النسر وعين الثعبان وعين العدل وعين الفن، والعيون قادرة على الإفصاح عما يعجز عنه العقل، وقادرة على أن تفيض بالدموع حزنا أو تشكيا أو امتنانا أو مراوغة
من الكلمات الشائعة على الألسنة والأقلام كلمة "أثناء" التي نستعملها على أنها ظرف يدل على الزمان، وأنها مبنية على فتح الآخر دائما. حدث هذا نتيجة للإحساس بأنها تفيد معنى الزمن. لكن كتب اللغة لا تعد هذه الكلمة ضمن ظروف الزمان، ولا ظروف المكان. وغاية القول فيها: "أثناء" جمع، مفرده ثني أو ثني (بفتح الثاء أو كسرها) ومعناه كل شيء ثني بعضه على بعض أطواقاً. وفي لسان العرب: أثناء الوادي: معاطفه ومحانيه
يبدو لي أن ثمة تشابها بين الصحافة والمرأة، وهو تشابه يؤرق الكثيرين من الذين يعملون بالصحافة أو الذين يقتربون من المرأة. فالذين يعملون بالصحافة يدركون معنى هذا العشق لهذه المهنة، وعبثية الخلاص منها أو الابتعاد عنها، والذين يقتربون من المرأة يعانون عذاب محاولة الفرار من أسرها، فما أشد عذاب رجل يقترب من امرأة ولا يستطيع الفكاك من أسرها. والصحافة كالمرأة في هذا التزين الجميل للآخر في بيتها شعر وورق متناثر
أكتب لكم هذه الرسالة تعبيرا عن سعادتي بعودة مجلتنا "العربي" الدرة الفريدة في الصحافة الثقافية العربية، وأشكركم والعاملين معكم على عودتها إلينا متألقة وحافلة بموضوعات حية ومتنوعة، وفي نفس ثوبها الملون البديع. وقد أثر في بوجه خاص في هذا العدد مقال رئيس التحرير " نتسامح ولا ننسى " الذي سلط الضوء على جوهر الكارثة التي حلت بالكويت والعرب من جراء الغزو العراقي