العدد (394) - اصدار (9-1991)

حوَار القُرَّاء يحيى السيد النجار

تعود مجلة "العربي" من جديد وكانت تصدر قبل الغزو الآثم بانتظام لفترة ناهزت ثلث القرن، قدمت خلالها لقرائها على مستوى العالم العربي أبواباً وألواناً من المعارف المتنوعة في الأدب والفكر والسياسة والعلوم في إخراج جميل مميز وسعر في متناول الجميع. والآن تعود "العربي" لتواصل تقليدها العظيم في خدمة الثقافة العربية الأصيلة، وفي إفساح المجال أمام كل التيارات الفكرية والأدبية الجديدة والجادة سواء في الأقطار العربية أو في العالم

عزيزي القارئ يحيى السيد النجار

في أغسطس (آب) 1990 صدر العدد الأخير من مجلتك "العربي" من الكويت، كويت الثقافة وكويت العروبة وكويت الإسلام. وفي سبتمبر "أيلول" 1991 تستأنف "العربي" صدورها مؤقتاً من أرض الكنانة مصر، مصر الثقافة ومصر العروبة ومصر الإسلام، وهذا الانقطاع القسري، وعلى مدى عام كامل، لم يكن وقفاً على مجلتك "العربي" وحدها إنما طال الحياة العربية بأسرها ثقافة وفكراً وسياسة واقتصاداً

رسَالة إلى.. يحيى الجمل

صدقني إذا قلت لك إنني كنت واثقا من هذه النهاية التي انتهيت إليها، وهي من غير شك نهاية غير سعيدة، لم تكن تريدها لنفسك ولم يكن أحد من الذين كانوا يقدرونك في الماضي يريدها لك. ولكنك آثرت بعناد وإصرار أن تسلك الطريق الذي لا يؤدي إلى غير هذه النهاية، ورغم أن هذا الطريق سلكه غيرك وقبلك كثيرون وانتهى بهم إلى ذات النهاية لكن يبدو أن الإغراء كان أكثر من طاقتك وأنك كنت تعتقد أنك أكثر ذكاء وأكثر حصافة وأكثر مقدرة على تجنب تلك النهاية التعسة

أرقام محمود المراغي

في أوائل صيف 1991 نشطت الدعوة لتقييد التسلح في الشرق الأوسط. تقدمت مجموعة من مجلسي النواب والشيوخ في الولايات المتحدة بمشروع قانون حول هذا الأمر، وأعلن الرئيس الأمريكي عن مبادرة خاصة بخفض التسلح، وردت فرنسا بمقترحات أخرى، و.. في نفس الوقت كانت اللجان المكلفة من قبل مجلس الأمن ماضية في مهمتها التي حددها مجلس الأمن: تدمير قدر غير قليل من الأسلحة العراقية غير التقليدية

واحة العربي محمد مستجاب

الحمار أقدم أصدقاء الإنسان، ولا ينافسه في ذلك سوى الكلب، وهو - حينما يهتم به صاحبه ويزهو- تنتابه الكبرياء الواضحة، فيتراجع رأسه إلى الخلف وتبدو في عيونه مسحة الحكمة التي كثيراً ما نراها في وجوه العسكرية الفاشلة، وإن كان الحمار أكثر بروزاً في التاريخ، وتمثل تصرفات الحمار معظم التراث المرح في مختلف أركان العالم، وأكثر الحمير التاريخية شهرة: حمار جحا، وأكثرها غموضاً حمار الحاكم بأمر الله الفاطمي

جمال العربية فاروق شوشة

يخطئ بعض الناس في التمييز بين كلمتين متشابهتين هما: شيِّق وشائق. يقولون مثلا: هذا كتاب شيِّق.. والصواب أن يقال: هذا كتاب شائق، لأن كلمة شيِّق معناها مشتاق. تقول لغتنا الجميلة: شاقني الشيء شوقا، واشتقت إليه فأنا مشتاق وشيِّق

إلى أن نلتقي سليمان مظهر

الصراع الذي يدور بين الكبار والصغار في عالمنا اليوم، هو نفس الصراع الذي عرفه آباؤنا وأجدادنا منذ بدء الخلق، الصراع الذي كان ينتهي دائماً بتغيير كفتي الميزان ذات يوم.. ترتفع كفة وتنخفض أخرى.. فلا الكبار يظلون كباراً دائماً ولا الصغار يعيشون صغاراً أبداً. والذين يعرفون التاريخ يذكرون أنه ما أكثر ما انتهت الحياة بكبار وهم في الحضيض، وما أكثر ما بلغ صغار قمة المجد وكان الظن أن تنتهي بهم الحياة وهم في القاع.. وهؤلاء يستطيعون أن يدركوا جيداً أن ثمة شيئاً واحداً فقط هو الذي كان يستطيع أن يصنع المعجزة، شيئا اسمه "تضامن الصغار"