العدد (650) - اصدار (1-2013)

أبو سلمى.. جذع الشعر الفلسطيني (شاعر العدد) سعدية مفرح

في لحظة تاريخية نادرة، وعلى سفح الشعر الوطني الفلسطيني خاطب الشاعر «الشاب» محمود درويش الشاعر «الشيخ» أبا سلمى قائلا له: «أنت الجذع الذي نبتت عليه قصائدنا».. ولم يكن درويش يبالغ أو يمارس واحدة من لياقاته الشعرية الشهيرة وهو يقول ما قال، بل كان يشير إلى ذلك الأثر الكبير الذي تركه شاعر بحجم أبي سلمى في تجارب كل شعراء فلسطين اللاحقين له في زمن القصيدة، خاصة أنه عاش طويلا، وكان شاهدا على تحولات القضية الفلسطينية منذ البداية حتى النهاية

يا غاب بولون (على نهج قصيدة أمير الشعراء) محمد زكريا عناني

يا غاب بولون مضى أمس، وهل أمسي يعود؟ وهل الزمان يعيد ما تطوي يد القدر العنيد؟ الشوق يصرخ في دمي ويؤجّ جمرًا في الوريد والذكريات مواكب في مقلة النائي الوحيد أحيت دفين صبابتي وتفطَّر القلب العميد فهنا لنا الدوح انحنى وهنا نما الحب الوليد وهنا سمونا للسهى وطوى الهوى وجه الوجود

الثأر محمد محمد مستجاب

في صباح ذلك اليوم القديم، وبعد أن انزاحت الثلاجات الضخمة عن صحارى إفريقيا وآسيا متراجعة إلى القطبين، اهتز وجدان الكون في أول حرب عالمية حقيقية، حينما اندفع قابيل حانقًا ليقتل هابيل أخاه، وليلطخ أول دم وجه الأرض بالندم والرعب والقشعريرة، وليهتز وجدان العالم المبكر، ذلك الذي بدأ دورته التاريخية الدامية، وليصبح الثأر الوجه الأحمق لحركة الإنسان: فردًا وأسرة وقبيلة وأمة وتاريخًا

عشر أساطير للهوى (قصة قصيرة) عمار علي حسن

نام الليل على رأسي، فسمعت همسا أتاني مع عمق الظلام. قمت أتحسس موضع أقدامي، عابرًا صالة طويلة ترتجف في صقيع الشتاء. حين وصلت إلى الركن الأيسر تراءى لي شبحان يتعانقان. عصرت بصري وشنفت أذني، فخلص من طيات السواد وجهان أليفان لي. ومكثت ساعة في مكاني، منصتا إلى هسيس خافت يبدو كهديل اليمام. ولما وجدتهما غير عابئين بي رغم أنهما شعرا بوجودي، سألته بصوت مسموع: من أنت؟

جانغ كو مو يان فخري صالح

سيقان الثوم جميعها بيعت، في الوقت الذي تدلت فيه جدائل البصيلات من الأفاريز. بعدها قام الأهالي بجمع محصول الحنطة الذي نُشر في الخارج ليجف، قبل أن يتم حفظه في البراميل والجرار. كانت الساحة التي تدرس فيها الحنطة وتُنقّى، أمام بيت العمة الرابعة، قد نظفت قبل حلول المساء لتستوعب أكوام القش ذات الرائحة القوية صانعة ظلًا أسود تحت ضوء النجوم التي تلمع في السماء. نسائم حزيران التي تهب فوق الحقول رقّصت ضوء القنديل

قصص على الهواء فواز حداد

تتميز بقدرة الكاتب على استخدام أسلوب مثير للعرض، مع وصف دقيق للشخصية الرئيسة، سواء المظهر الخارجي أو التقلبات النفسية، والمعرفة بإجراءات التوقيف والسجن، استطاع الكاتب التعبير عنها بحذاقة، مع الاحتفاظ بالتشويق اللازم من خلال توتر صاعد يختتم بمفاجأة تعكس التوقعات، فالصول حامي القانون، ينتهك القانون