العدد (652) - اصدار (3-2013)
في خضم المتغيرات الكبرى التي تلم بالمنطقة العربية، والصعود الجديد للحركات الجماهيرية والتحولات الديمقراطية في المنطقة، يتوقع البعض - ومنهم هذا الكاتب - أن تتم عملية مراجعة واسعة للمفاهيم وللمشاريع السائدة في المنطقة. من دون هذه المراجعة يمكن لهذه المتغيرات أن تفقد الكثير من معانيها وفوائدها المرتجاة، وأن تتحول إلى سلسلة من الأحداث المتلاحقة والصاخبة التي لا تضيف الكثير إلى تجارب الأمة وإلى خبرة شعوبها. ولسوف تحقق هذه المراجعة الغاية منها بمقدار ما تتطرق إلى المفاهيم القضايا الرئيسية التي استأثرت باهتمام الأجيال العريبة الحالية والسابقة
تعدّ منطقة النظرية المنطقة الأهم والأكثر حيوية وأهمية ومرجعية في تكوين العقل البحثي، إذ من دون مرجعيات نظرية ذات طبيعة معرفية أصيلة لا يمكن النظر في تكوين هذا العقل على النحو الذي ننتظر منه أن يفسّر ويحلل ويؤوّل وينتج، لذا يجب النظر في منطقة النظرية بوصفها منطقة خصبة لابدّ من الاشتغال الواعي والمنضبط عليها، بحيث تكون مصدرًا أساسًا ورافدًا مموّلًا للعقل البحثي في مسيرته البحثية والنقدية، ولابدّ لها من أن تنهض في تدعيم أسس وجودها على رؤية تُفصح عن جوهرها ومنهج يحدّد لها سبل الاستجابة لهذه الرؤية