العدد (653) - اصدار (4-2013)

قيس بن الملوح.. إمام العاشقين (شاعر العدد) سعدية مفرح

سبق وأن كتبت في مجلة العربي ضمن سياق آخر، أن مؤرخي الأدب وكتّاب السيرة الذاتية لمجنون الشعر العربي - دون منازع - قيس بن الملوح يروون الكثير من القصص والحكايات التي تثبت حبه لليلى العامرية إلى درجة الخبل أو الجنون الصريح, فيشيرون إلى أنه أصبح نتيجة فشله في الزواج من محبوبته هائمًا في فلاة الحب, يصادق الوحوش ويأنس لها بدلاً من البشر, الذين كان يرى أنهم خذلوه ولم يروا في قصة حبه العظيمة سوى أنها حكاية تحكى كمثال تحذيري للمبتدئين في الحب عما يمكن أن يتسبب به ما هم مقدمون عليه لأهله من جنون

الجالس (قصة مترجمة) أحمد عثمان

كان جالسا يتطلع إلى البحر. لم يسمعني لما وصلت. كان جالسا على مقعده المصنوع من القش، يتأمل قمة الصخرة. عقد ساقيه في بطء، ثم فكهما ثانية. لا يبالي بأي شيء. إنها ساعة الحظ، بالضبط قبل غروب الشمس. يسمي الإسبان هذه اللحظة بـ«الساعة الطيبة»، غير أن أحدا لا يعرف لحظة المناجاة. أتطلع إليه، كانت صورته نفسها، الإسكندراني، الكرواتي، أو البرشلوني، البيروتي، ربما، لا أهمية! إنها ساعته، ساعة توجد الضفتين، والبحر المتوسط عاطفة. أتوقف، أتراجع إلى الخلف

من ملامح الشخصية الأندلسية: المضحكات والنوادر مقداد رحيم

لم تعدم المجتمعات الإنسانية أنْ كان لها نوادر وطرائف وحكايا مسلية في كل مكان، وحتى اليوم، فتلك حاجة طالما أحست الشعوب بها، وأقبلتْ عليها، وأصبح لها منها أشياء تروى، ويحفظها التاريخ المكتوب عبر الأجيال. وكنا قد وقفنا على جملة من ذلك في كتب التراث العربي من مثل كتب الأمالي والنوادر والحكايا والمجالس، مثل أمالي القالي البغدادي ومجالس ثعلب ونوادر الحمقى والمغفلين لابن الجوزي، والرسائل كرسائل الجاحظ (ت255هـ) على سبيل المثال.

شعرية الفوضى الخلاقة.. نثرية الكتابة الجديدة محمد الشحات

سبق أن ذكرنا، في مقال سابق نشرته مجلة «العربي»، أنه يمكن لمؤرّخي الأدب العربي الحديث والمعاصر التأكيد على أن قصيدة النثر العربية قد مرّت بثلاث موجات متصاعدة على الأقل منذ خمسينيات القرن العشرين إلى الآن: أولاها موجة الخمسينيات التي تمثّلت في أعضاء مجلة «شعر» ومن تبعهم، تلك الموجة التي امتدّ تأثيرها إلى تحولات الستينيات العربية، بما انطوت عليه من أحلام قومية و«سرديات كبرى» (يوسف الخال، وأنسي الحاج، وأدونيس، ومحمد الماغوط). وثانيتها موجة كتّاب السبعينيات والثمانينيات

الهابطون من السماء (قصة قصيرة) مكاوي سعيد

سنوات خمس كانت تفصلني عن إبراهيم، الذي لم يعبر سن الثالثة بعد، شقيقتاه الكبريان كانتا تنهراني كثيرًا قبيل مولده وحتى بلوغه عامه الأول، عندما كنت ألعب على البسطة التي بين شقتينا، أخي الأكبر أيضا عندما كان يعود من ثكنات الجيش في كل إجازة، كان يعنفني بشدة لأني ضايقتهما، غير أنه بعد أن فسخ خطبة أخت إبراهيم الكبرى لم يعد يهتم بزجري ولا بتحذيري من اللعب على البسطة. حين ولد إبراهيم زغردوا وهللوا، وقاموا بعمل عقيقة في «سبوعه»

على باب الـخليقة بشرى البستاني

مغمورةٌ بدماء محنتها الجروحُ بروحها تضرى، يضيعُ نداؤها.. من أقفل الأبوابَ في الكون الفسيحْ..! *** بمياه لوعتها الغصونُ تشبُّ نيرانًا حريرٌ صمتُها يجتاحه الصبّارُ تفتحُ بابَ لهفتها لعصف الريحِ تلقفُ ما تبقّى

غربة ليل مها العتوم

الليلُ وحيد هذي الليلة لا سُمّار ولا عشّاق ولا أطفالُ شوارع غابَ القمرُ وفارق صورتَه في النهرِ النهرُ حزينٌ يتأرجحُ في العتمةِ محضُ خيوط سوداء ينسلُها الريحُ ولا ينكسرُ

قصص على الهواء علي المقري

يجيء السرد في هذا النص متكئاً على لغة إشراقية بكل ما تحمله من إشارات إيحائية ورموز تعلو في فضاء صوفي لا حد له. في الرؤية اليقينية لذات «تخلق الرؤى» يمكن معاينة «نجمة لا تراها إلاّ في النهار». وعبرها يمكن تفحُّص جماليات القص في سرده المتشعب في استرجاع الحِكَم الإشراقية بخلجات مسترسلة تبحث عن سلام داخلي، وكأنّها لحظات حوار مع الذات/ العالم، في آن. هذه اللحظات يمكن اعتبارها زمن القصّة، لحظتها، وحدثها اللامرئي