العدد (653) - اصدار (4-2013)

ملف طه حسين.. فكر طه حسين: الحرية أولاً: د. جابر عصفور جابر عصفور

تعلمنا من طه حسين- فكراً ونقداً وتأريخاً ودرساً أدبياً وسيرة حياة- أن الحرية هي أصل الوجود والطاقة الخلاقة التي ينطوى عليها الإنسان، كي يتأبى بها على شروط الضرورة، ويقهر بها العدم، مؤكداً حضوره الفاعل في الوجود، مقاوماً كل ما يحول بينه وتمام الحضور في هذا الكون، من حيث هو كائن فاعل قادر على صنع ما يريد، وما يكمل به معنى حضوره الخلاق الذي يواجه به التاريخ ويصنعه في آن. ولم تكن هذه الدلالة الفلسفية للحرية مكتملة في ذهن طه حسين منذ البداية، لكنه كان يشعر على نحو لا يخلو من الغموض أن عليه مقاومة شروط الضرورة

ملف طه حسين.. طه حسين من وجهة نظر فلسفية عبدالرشيد الصادق محمودي

لم يكن طه حسين فيلسوفا بالمعنى الدقيق للكلمة، إلا أنه كان أقرب أدباء عصره إلى الفلاسفة. اختار أن يكون أديباً، لكن الأديب - بالمعنى الذي أراده لنفسه ووفقًا لما قال القدماء وكما مجده هو نفسه في روايته المأساوية «أديب» – هو الكاتب الذي يأخذ من كل شيء بطرف؛ وهو الكاتب «الحر» الذي يتحرك بسهولة في ربوع الثقافة الرحبة. وكان طه حسين بالفعل واسع الأفق، متعدد المواهب والاهتمامات: كان شاعرا (في شبابه)، وناقدا ومؤرخا للأدب، وقاصا وروائيا، ومترجما، وأستاذا جامعيا يكتب للخاصة، ومبسطا للمعارف من أجل الجمهور، وصحفيا.. فأين موقع الفلسفة في كل ذلك؟