العدد (653) - اصدار (4-2013)

أفولُ إمبراطوريةٍ وغيابُ أبٍ عبدالله إبراهيم

بدت إسطنبول حيث ولد «أورهان باموك» في منتصف ليلة السابع من يونيو 1952 «مدينة عجوز فقيرة مدفونة تحت رماد إمبراطورية خربة». ذلك هو الموضوع الأثير الذي شغل باموك في كتابه الشائق «إسطنبول: الذكريات والمدينة» فلطالما أحس بأنه ولد في مدينة كانت في أسوأ أحوالها خلال ألف عام من عمرها؛ إذ كان يخيم عليها الذبول، والسوداوية، ومشاعر الإخفاق العميقة الملازمة لنهاية الإمبراطوريات الكبرى، فلا عجب أن يمضي حياته يحارب تلك السوداوية

بابلو نيرودا.. الشاعر المفتون بالـحياة محمد الغزي

قبل أربعين عامًا تقريبًا رحل شاعر شيلي الكبير بابلو نيرودا تاركًا وراءه عددًا هائلاً من الأعمال الإبداعية التي تنتمي إلى أجناس أدبية شتى. لكن هذه الأعمال ظل ينتظمها، على اختلافها وتنوّعها، سَلك جامع وهو التغنّي بالحياة. فنيرودا كان مفتونًا بمباهجها مقبلاً عليها يريد أن يروي ظمأه منها. هذا الشاعر قد رأى الأرض، كل الأرض، مملكة واحدة تسكنها أمة واحدة وتتملّكها أشواق واحدة. لهذا مضى يزرعها، منذ نعومة أظفاره، طولاً وعرضًا، متغنيًا بجبالها وغاباتها وبحارها، منحازًا لفقرائها، منتصرًا لعشّاقها وثوارها ومتمرّديها

فردينان دي ليسبس.. عصفور النار: أسامة كمال أسامة كمال

عاد فردينان دي ليسبس (1805- 1894) مثل عصفور النار الذي يتجدد من العدم، عاد بتمثاله كاملًا بالقرب من البقعة الأولى التي ضرب فيه المغامر الفرنسي معوله معلنًا بداية حفر قناة السويس في الخامس والعشرين من شهر أبريل في العام 1859، عاد بتمثاله وحيدًا وفي يده الأولى مُسودة حلمه – قنال السويس - بينما يده الأخرى مفتوحة بطول القناة وسبابته تشير بثقة إلى حلمه الذي تحقق وصار تاريخًا مر عليه مائة وثلاثة وأربعون عامًا

التراث اليوناني والحضارة العربية الإسلامية د. عادل زيتون

من الحقائق الثابتة في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية أن التراث اليوناني شكّل عنصراً رئيسياً من عناصر تكوينها؛ ولم يتمثل ذلك في وفرة العلوم والمعارف التي أفاد منها العرب من هذا التراث فحسب، وإنما تمثَّل أيضاً في اتخاذ المثقفين العرب والمسلمين قواعد منطق أرسطو دليلاً أو منهجاً لتنسيق مختلف العمليات الفكرية وخدمة العلوم بغية الوصول إلى الحقيقة. ومن هنا جاء هذا المقال ليلقي نظرة علمية على مكانة التراث اليوناني في الحضارة الإسلامية ويبيّن متى وكيف اتصل العرب بهذا التراث؟ ومن هم رعاته؟ ومن هم نقلته إلى العربية؟ وما أهم الكتب التي ترجمت من اليونانية إلى العربية؟ وما مدى تأثير هذا التراث في الفكر العربي والإسلامي؟