العدد (654) - اصدار (5-2013)

هارون هاشم رشيد... شاعر النكبة والعودة (شاعر العدد) سعدية مفرح

في لوحة الشعر الفلسطيني تبدو تجربة الشاعر هارون هاشم رشيد وكأنها لوحة فريدة من نوعها، بالرغم من اشتباكها مع بقية اللوحات الشعرية الفلسطينية في ألوان العلم الوطني الجريح. فهارون هاشم رشيد، الذي مازال يعيش تدفقه الشعري حتى هذه اللحظة، شهد تحولات القصيدة العربية طوال القرن الماضي، وأخذ من معطيات تلك التحولات ما ناسب طبيعة موهبته وحجمها، رافضا ما عدا ذلك بإصرار تقليدي عجيب. ولد هارون هاشم رشيد في غزة العام 1927م، وفي مدارسها تعلم إلى أن حصل على شهادة المعلمين العليا التي أهلته للعمل في التدريس، لكنه بعد ست سنوات قضاها في تلك المهنة انتقل للعمل الإذاعي رئيسا لمكتب إذاعة صوت العرب المصرية في غزة، وبقي في تلك الوظيفة معبرا عن هواه الناصري من خلالها

عودة إلى الأدب جابر عصفور

الحرية هي النور المقدس للعقل الذي يقوم الباحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية بتسليطه على وقائع وعلاقات ما يقوم بدرسه كي تتكشف حقائقه الملتبسة، وتستبين شروطه المراوغة، فيسلس قياد الموضوع المدروس، ويتجلى ما لم يكن معروفا ولا منطوقا من أسراره التي لا تجود بالخبيء من معارفها، ولا بالمسكوت عنه من صوامتها إلا لمن هو قادر على إنطاق المسكوت عنه، وإذاعة أسراره الكاشفة على عاشقي المعرفة، في جسارة من يعرف أن الحرية هى الشرط الأول لاكتمال حضور الكائن الإنساني الذي كرمه الله على بقية مخلوقاته بكونه حرا قادرا على اختيار أفعاله التي يصنع بها بنو الإنسان عالمهم على أعينهم، وذلك منذ أن خلقهم الله أحرارا، يمتلكون من شجاعة الحضور في الوجود، وشجاعة الكشف عن غير المعروف، وجسارة إنطاق المسكوت عنه

شعْرٌ وتأمُّل حسن عبدالله

في البَرِّية، ونحن صغار كنّا نَنْزَعُ عن كل شيء ما يستُرُ عُرْيَه أنظرُ إلى هذا الحقل المتلألئ تحتَ شمس الربيعِ إنني أعرفُ الثيابَ الداخليةَ لكل زهرةٍ فيه!

مَشْهَدان حسن جعفر نورالدين

ضحكَ الجبلُ العالي يومًا فاخضرتْ شفتاه وتنفَّسَ من بعدِ الصبرِ الصعداءْ وتثاءبَ فانزاحتْ أشجارٌ ووهادْ واهتزتْ أعماقُ البحرْ وتناثرتِ الحيتانُ على الرملِ الحارقِ أشلاءْ

قصص على الهواء هيثم حسين

قد يكون الرابط الخفيّ بين القصص التي اخترتها أحلام التغيير ورغبات الحرّيّة والتجديد والاختلاف، حيث الأحلام التي تصطدم مع قيود الواقع، وتؤدّي إلى اغتراب المرء واستلابه في كثير من الأحيان وصراعه مع القوى الداخليّة والخارجيّة التي تتقاطع لإيقافه. ينعكس التغيير في القصص التي تهيّأ له، وذلك ليقيني أنّ أيّ تغيير لا يمهّد له الأدب يظلّ قاصرًا ومرحليًّا. القصص التي اخترتها تحاول استعادة دور الأدب الرياديّ في التهيئة للتغيير، عبر الإشارة إلى مواطن الداء في محاولة للتمرّد عليه والتخلّص منه، وذلك بأساليب لافتة ومضامين عميقة

عام طه حسين: طه حسين وحلم الثقافة الذي أصبح حقيقة سامح كريم

يبدو أن ما أجمع عليه العلماء من تعريف للثقافة كان في خاطر عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين أثناء تفكيره في نشر صفحات «مستقبل الثقافة في مصر»، ذلك التعريف الذي يذهب إلى أن الثقافة هي كل ما فيه استنارة للذهن، وتهذيب للذوق، وتنمية لملكة النقد والحكم، وبأن هذه الثقافة تشتمل على معارف الأمة ومعتقداتها وتقاليدها، كما تشتمل على قدرات أفرادها وإبداعاتهم ومبتكراتهم. وأن للثقافة طرقها وأساليبها ونماذجها العملية والنظرية المادية والروحية. ذلك أن طه حسين كمفكر أدرك أن الثقافة وتطويرها هي من مسئوليات المثقفين قبل أن تكون من مسئولية الدولة، لأن الدولة ليست صاحبة العطاء الثقافي الذي يُوجد الثقافة ويطورها، وإنما هي وسيلة لدعم أصحاب هذا العطاء الثقافي من المثقفين بالرعاية والعناية.