العدد (654) - اصدار (5-2013)

رجل السياسة والفن والثقافة أمين الباشا

الناس فريقان، فريق أول، وفريق ثان، امرأة ورجل، كما كل المخلوقات مقسّمة إلى قسمين. القسم الأول لا يشبه القسم الثاني. إذا قسمت تفاحة إلى قسمين ونظرت إليهما بعد العملية، ترى أنهما من عائلة واحدة. عائلة التفاح، لكنهما لا يتشابهان. في كل قسم منهما شيء ما يميّز الواحد عن الثاني. هذا ما ينطبق على التفاح والبطيخ وكل فاكهة ولن أعدّدها. أما الإنسان، فأذنه اليمنى غير أذنه اليسرى وعينه اليمنى غير اليسرى ورجلاه أيضًا ويداه وكل ما هو مثنّى في جسده.. والفارق الكبير عنده هو أن يكون ذا ذراع واحدة أو رجل واحدة أو أذن واحدة، عندئذ يسهل التكهّن أو اكتشاف الفارق. والفارق هو نقص، وسهل أيضًا أن يكتشف الناظر المتفحّص سبب نقص الذراع أو الرجل.. وقوع حادث - مثلاً - أو وقوع حرب (لابد أن هناك قرابة بين الحب والحرب، كلاهما يقعان). ترى ما هو التشابه بينهما؟

حطام العالم.. والمسرح السياسي العربي سليمان البسام

هكذا تكلّم الممثلون، متوجهين إلى الجمهور، في اللحظات الأخيرة من مسرحية «الفيل، يا ملك الزمان» (1969) للمسرحي السوري العظيم سعد الله ونّوس. في هذه القصة الرمزية، تأتي خطوات فيل الملك الأليف، والتي تطرد الحياة من أجساد أطفال القرية، كرمز للقمع السياسي العنيف. الآن، وبعد مرور ما يزيد على الأربعة عقود، «القصة الجديدة» التي تخيّلها ونّوس، الحكاية التي فيها نحن جميعًا ممثلون، قد حلّت. الساعات، التي مَثُلَتْ ومازالت كما التوابيت، استعادت رمقها وبدأت بالتكتكة من جديد، لتحرر الأحياء وتثأر للمظلومين. صور الطغاة التي لم تكن القيامة بحدّ ذاتها لتقوى على انتزاعها عن المباني الرسمية وردهات الفنادق وأقواس المسارح وأكشاك السجائر، خُلعت عن الجدران ومُزقت وتم دوسها بالأقدام

عندما فقدت أعياد العمال رونقها إلى الأبد.. السينما تعكس الواقع محمود قاسم

مع تطور الثورة الصناعية كان العامل هو عصب التقدم والإنتاج، إلى أن كان الحدث الكبير في كندا عام 1870 بسبب النزاعات العمالية في العديد من المدن في ما يسمى بحركة التسع ساعات، وما تبعها من إضراب عمال الطباعة، وأدى ذلك إلى الاحتفال السنوي بهذه الحركة ابتداء من عام 1882، وقد تم نقل هذه الاحتفاليات إلى الولايات المتحدة، وتم الاحتفال بأول عيد عمال في الولايات المتحدة في الخامس من سبتمبر في العام نفسه، وقد كانت الولايات المتحدة مركزا لصعود الحركة العمالية طوال النصف الثاني من القرن العشرين، أما مسألة أول مايو، فالفكرة بدأت من أستراليا عام 1956، وهناك المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع في شبكة المعلومات

وليم هوغارث.. «فرنسيس شولتز في سريره» عبود طلعت عطية

قليلة جدًا في اللوحات الزيتية التي يتمحور موضوعها الرئيسي بشكل واضح حول موعظة أخلاقية معنية. وإن كنا نعرف الكثير من هذه المواضيع في الرسوم واللوحات الحفرية المعدّة للطباعة. ويعتبر الرسام الإنجليزي وليم هوغارث (1697-1764)، رائدًا في تسخير تقنية الرسم بالألوان الزيتيّة، لإلقاء موعظة كان يمكن إلقاؤها برسم بسيط بالحبر الأسود مثلًا، كما هي الحال في صورة «فرنسيس ماثيو شولتز في سريره». إن ردة الفعل الأولى عند كل من يتطلع إلى هذه اللوحة، هي حكمًا ابتسامة استغراب. فأي جمال يكمن في صورة رجل مستلقٍ في سريره يتقيأ في وعاء وقد استند رأسه إلى كفه وكأنه مصاب بصداع؟ وعندما نمعن التطلع إلى التقنية والجوانب الفنية نجد أنفسنا أمام موهبة ناضجة، ولكن لا عبقرية استثنائية في نبوغها الفني