العدد (655) - اصدار (6-2013)

ليلةٌ غيرُ دافِئة أمين الباشا

كانت ليلة ممطرة، هو لم يكن عاشقًا لليل ولا للمطر في الليل، لهذا لم يكن سعيدًا في طريقه نحو منزلها، كان مسرورًا، سيلتقي بها في منزلها، سيكون المنزل دافئًا وستكون هي دافئة، لم يكن متأكدًا من ذلك، يعرفها منذ أشهر، أما منزلها فهو يتخيّله عشًا أو لنقل منزلاً أرضه مغطّاة بأبسطة وسجاد عجمي، والحيطان مغطاة بلوحات ورسوم قديمة، قدمها يزيد الجو سحرًا، وفي زوايا المنزل تماثيل هندية، ومنحوتات خشبية من بلدان مختلفة، وأشياء غيرها

الغناءُ عِند العَرب غسان علم الدين

اكتشف العرب في البيئة الصحراوية أن الغناء يبدد وحشة الليل. واكتشفوا في أسفارهم أن الجمال التي هي «سفن الصحراء» أيضًا تطرب إلى الحداء، وكأن الخلاء والتأمل في النجوم يجعلانهم يربطون بين نظام إيقاعي يحسّونه من حولهم. وكان لابد للحداء أن يتألف من إيقاعات وكلمات بسيطة تقترن بالحركة. من هنا، ولد عروض الشعر الذي ينبني على الموسيقى. ومن هنا أيضًا ظهر سحر «الخبب» الذي يشبه إيقاع حوافر الخيل، وغيره من الإيقاعات التي تلائم الأجواء. ويمكننا أن نلاحظ في مرحلة انتشار الترف في العواصم الرئيسية بدءًا من مكة والمدينة، وبغداد ودمشق، الإقبال على استقدام المطربين وشراء القيان اللواتي يتقنّ العزف

سينما رومانيا.. موجة شرقية عاتية تهدد عروش الأفلام وليد سيف

بعيدا عن استحواذ الولايات المتحدة الأمريكية على الاهتمام الأكبر والإمكانات الأعلى والجاذبية الأشد في مجال السينما، وبعيدا أيضا عما يتبعها من دول أوربا الغربية في هذا المجال، خاصة في ما تنتجه من أفلام على النمط نفسه، شبيهة بما يطرحه التيار الهوليوودي السائد، فإن الكثير من بلاد ومناطق العالم تلعب دورها المهم والمؤثر وتساهم بإبداعها المتميز والمختلف في هذا المجال

معرض العربي.. بول ديلاروش (إعدام الليدي جاين غراي) عبود طلعت عطية

درس بول ديلاروش فن الرسم في محترف بارون غرو الذي غذّى عنده الميل إلى المواضيع التاريخية. وبسرعة، أصبح التلميذ أستاذًا مساويًا لصديقيه تيودور جيريكو وأوجين ديلاكروا في قيادة تيار رسم الأحداث التاريخية، وخاصة الدرامية منها، الذي تفشى في فرنسا خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر. تصوّر هذه اللوحة إعدام الليدي جاين غراي، وهي الملكة التي خلفت إدوارد السادس على عرش إنجلترا، وحكمت تسعة أيام فقط، ثم أزيحت لصالح الملكة ماري التي أمرت بإعدامها في فبراير من العام 1554م، تنفيذًا لحكم كان قد صدر بحقها في العام السابق بتهمة الخيانة