العدد (655) - اصدار (6-2013)

ملف: إدوارد سعيد مجلة العربي

مرّت عشر سنوات على رحيل إدوارد سعيد أحد ألمع المفكّرين العرب والأمريكيين في آن. مفكر وباحث وناقد ومؤرخ وأكاديمي من طراز فذ واستثنائي. عربي منفي في ثقافة وحضارة أخرى غير ثقافته وحضارته العربية، اختبر على الدوام الشعور بالغربة المزدوج، فلا هو تمكّن كليًا من السيطرة على حياته العربية، في اللغة الإنجليزية، ولا هو حقق كليًا في العربية ما قد توصل إلى تحقيقه في الإنجليزية، كما يقول في مذكراته «خارج المكان»

ملف إدوارد سعيد: في الذكرى التاسعة لرحيل نجم الشرق إدوارد سعيد.. مسيرة فريدة في عالم النضال الثقافي هدا السرحان

عندما أشرقت شمس الربيع العربي تذكرنا المفكر العربي الكبير إدوارد سعيد وكتاباته ومواقفه المتعلقة بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وقضية الشعب الفلسطيني.. وفي الوقت ذاته تذكّرنا أيضًا ما قاله بعد احتلال العراق عام 2003 في حوار مع صحيفة عربية: «إنهم يريدون تغيير الشرق برمته والعالم العربي.. ربما يتم تقسيم بعض الدول وتدمير ما يسمى بمجموعات الإرهاب وتنصيب أنظمة صديقة للولايات المتحدة». وبعد مرور 9 أعوام على رحيله نقول إن الكتابة عن سيرة إدوارد سعيد الذاتية ومسيرته المهنية والنضالية مهمة صعبة جدًا، لأن نشأة واهتمامات المفكر الفلسطيني ودراساته وكتاباته متشعبة ومتشابكة من حيث الزمان والمكان، كما يصعب اختصار مسيرته في صفحات قليلة

ملف إدوارد سعيد: إدوارد سعيد ونقّاده الماركسيون ثائر ديب

بخلاف نبرات التقديس التي راحت تتصاعد بعد وفاة إدوارد سعيد، حاملة معها خطر تحويله إلى أيقونة وإضفاء طابع العصمة عليه، أرى أن عمل سعيد لم يعد من الممكن أن يُفْهم حق الفهم من غير ذلك النقد الذي انهمر سيولاً من كل فجّ وصوب، من اليمين واليسار، ما إن ظهر كتابه «الاستشراق» في العام 1978. كان من الواضح أننا إزاء كتاب أخذ يزعزع القناعات القارّة ويزلزل التعريفات الوطيدة، غير أنه كان من الواضح أيضًا أننا حيال عمل يستثير النقد ويقتضيه، ليس لما يمكن أن يكون قد انطوى عليه من خطأ فحسب، بل لقدرته على أن يكون بالنقد بؤرة جدل وموقعًا إشكاليًا يمكن أن يُطل منه على تناقضات العصر وكروبه

ملف إدوارد سعيد: قمة عربية شامخة خارج المكان محمد شاهين

في يونيو 1983 دعي إدوارد سعيد للاشتراك في سمنار بجامعة أكسفورد بالاشتراك مع أبو لغد ويوسف الصايغ رئيس تحرير مجلة فلسطين - إسرائيل، التي تصدر في باريس. غص مدرج سينت كاثرين بالحضور من أساتذة جامعات بريطانية ومفكرين بريطانيين وغير بريطانيين. عنوان السمنار كان «غزو إسرائيل أرض لبنان». ما أن وقف إدوارد سعيد خلف المنصة حتى وقف الحضور وقابلوه بتصفيق حار، وفعلوا كذلك عندما فرغ من كلمته التي كان فحواها أن إسرائيل تبحث دائما عن مكان خارج الأرض المحتلة تخلق فيه أزمة، لتحول الأنظار عن الأزمة الحقيقية، وهو احتلالها مكان الغير الذي هو فعلا مصدر الأزمات، أي كيف تعتمد إسرائيل على تصدير أزمتها إلى الجوار، بل إلى العالم أجمع

ملف إدوارد سعيد: حوار مع شقيقة المفكر إدوارد سعيد جهاد فاضل

في هذا الحوار تلقي جين مقدسي، شقيقة إدوارد سعيد، أضواء على طفولة شقيقها ونشأته بين القدس والقاهرة، وضهور الشوير بلبنان، حيث اعتادت الأسرة أن تصطاف كل عام. وفي هذا الحوار ما يدحض الرواية التي روّجها بعض الباحثين اليهود حول أن إدوارد سعيد لم يكن فلسطينيًا يومًا، ولم يعرف القدس التي يقول هو إنه وُلد فيها. في ما يتعلق بهذه النقطة، تقول جين مقدسي إن والديها كانا قد رُزقا قبل إدوارد سعيد بولد وُلد ميتًا. وقد نسبا ذلك إلى كون الأم قد وضعت ولدها هذا خارج القدس، فلما حملت بعد ذلك أصرّ الوالدان على أن تكون ولادة ولدهما القادم في القدس وليس خارجها، وهذا ما يؤكد الروح الوطنية المتوارثة في الأسرة، وكون فلسطين مقيمة في القلب وفي الضمير