العدد (655) - اصدار (6-2013)

رسَّامو الظِّل أسامة كمال

هناك من الفنانين من يحيا طيلة عمره أسيرًا للظل، لا يرنو إلى الضوء، ولم تسع روحه يومًا إلى مباهج الشهرة وفتنتها، يعيش أسير فنه مثله مثل نباتات الظل التي تخلق عالمها وحدها وعلى مهل، بعيدًا عن نور الشمس، وبعيدًا عن غوايات الضوء ونشوته. رسامو الظل يحبون الفن ويتلظون بإغوائه لكنهم يتعاملون معه كصيغة حياة يومية، لا يرون خارجها حياة، يبدعون فنهم دون رغبة في الخلود، ودون رغبة في البقاء، لأن فنونهم ترتبط بالعابر والمنسي والمتغير، فنونهم تخرج من الناس وتختفي فيهم، ولا يتبقى منها سوى أثرها العابر في الزمن