العدد (636) - اصدار (11-2011)

غروب أحمد السّقاف خسارة كبرى للشعر والوطنية والوفاء حارث طه الراوي

ما كدتُ أقرأ نعي صديق عمري الوفي الشاعر الكبير أحمد السقاف، حتى انهمرت الدموع الغزيرة من عينيّ المكدودتين، ولا عجب. فبيني وبين الراحل الحبيب إخاء يزيد على نصف قرن. وبحركة لا شعورية أخرجت دفتري الصغير من جيبي، لأحاول التنفس بهذين البيتين

المدن الإسلامية وشوارعها.. عبقرية التخطيط العمراني د. خالد عزب

تثير شوارع المدن الإسلامية تساؤلات لا حصر لها لدى من لا يعرفون القواعد الحاكمة لها، فقد ترتب على مبدئي «لاضرر ولاضرار»، والأخذ بالعرف، في تقرير أحكام البناء، نشوء مبدأ «حيازة الضرر»، الذي صاغ المدينة الإسلامية صياغة شاملة، و«حيازة الضرر» تعني: أن من سبق في البناء يحوز العديد من المزايا التي يجب على جاره الذي يأتي بعده، أن يحترمها، وأن يأخذها في اعتباره عند بنائه مسكنه، وبذلك يصيغ المنزل الأسبق المنزل اللاحق من الناحية المعمارية نتيجة لحيازته الضرر، وبذلك يسيطر العقار الأسبق على حقوق عديدة يحترمها الآخرون عند بنائهم

حين تجيء تلمسان.. عاصمة الثقافة الإسلامية: خناتة ابن هاشم خناتة ابن هاشم

حين تجيء تلمسان، لن تكون بها غريب الوجه ولا اليد ولا اللّسان. أدعوك أن تدخلها من جنوبها الشرقي، من قرية العباد تبركًا بوليّها الصالح «سيدي أبي مدين شعيب الإشبيلي» تزور ضريحه وترى مسجده وآثار القصر والمدرسة، وجلائل أعمال السلطان المريني «أبي الحسن»، ولمسة الموحدين والأتراك من بعدهم. تشرب من بئر الماء العذب الزلال، وتستشعر رهبة الحضارة، وخلوات أهل العلم والذكر والعرفان. ثم إن خرجت من باب «سيدي أبي مدين» ومشيت في الطريق الواقعة شمالاً، فإننّي أدعوك أن تطلّ على ضريح صالح أندلسي آخر، هو العالم والفقيه «سيدي الحلوي» ومسجده ذي الأعمدة الرّخامية

باشلار يرد على أفلاطون شوقي بزيع

لطالما نظر البعض إلى الفلسفة بوصفها نقيضًا للشعر أو على الأقل مقاربة مختلفة ومغايرة لفهم العالم. ومع أن كليهما يشتغل على الإنسان والكينونة وسبر أغوار الوجود، فإن كلا منهما يفعل ذلك بأسلوبه الخاص ولغته المميزة. صحيح أن قدرًا من الخيال ينبغي أن يتوافر لكل من الفيلسوف والشاعر، إلا أن الأول يستخدم الأسلوب التحليلي والاستقرائي ويتكئ على الفرضيات والبراهين والأسباب والنتائج في تفسيره للظواهر أو في طرحه للأسئلة، في حين أن الثاني يعتمد على الاستعارة والمجاز والصور المباغتة