العدد (635) - اصدار (10-2011)

الإسلام والديمقراطية هاني فحص

لعلهم يحسنون صنعًا أولئك الباحثون الهادئون، عندما يتلمسون ويلمسون الفارق بين الإسلام كدين يعتني بالعبادات والأخلاق العامة ومعاملات أهله فيما بينهم، وبينهم وبين الآخرين، وبين الديمقراطية باعتبارها شكلاً للحكم، أي لعلاقة الدولة باجتماعها، أو وصفًا لطريقة الحكم بالشراكة، مع ما يعني ذلك من أفكار وقيم حاكمة على علائق الأفراد فيما بينهم، وبينهم وبين الدولة، كجامع يجمعهم بإرادتهم ومن أجل مصلحتهم جميعًا

ملامح التحول من بلاغة السلطة إلى بلاغة الجمهور عماد عبداللطيف

أحدث انتشار وسائل الاتصال الجماهيري منذ مطلع القرن العشرين تحولا كبيرًا في درجة مشاركة الأشخاص العاديين في الشأن العام في معظم دول العالم. فقد أدى الانتشار الطاغي للصحف المطبوعة والإنتاج الكثيف للراديو والتلفزيون إلى تغلغل الخطاب العام في حجرات معيشة الإنسان العادي في كل أطراف الأرض من أقصاها إلى أقصاها. كان هذا التحول عاملاً حاسمًا في بزوغ ما أصبح يُعرف بـ «عصر الجماهير الغفيرة». وهو تعبير يحمل ضمنيًا دلالة أن ظاهرة الجماهير الغفيرة ملمح مميز للعصر الذي نعيشه

تداعيات الثورة المعرفية إسماعيل سراج الدين

على أعتاب عصر جديد سيتغير فيه إنتاج المعرفة ونشرها، وحفظها واسترجاعها، وفهمها وتطويعها، وتفسيرها وإعادة تفسيرها، ودمجها وصياغتها من جديد، وهي جميعًا أجزاء أساسية من الإرث الثقافي الوظيفي والمشهد الثقافي الديناميكي. وإن صح هذا التفسير، فعلينا أن نفكر من الآن في كيفية تصميم البنية التحتية للمعرفة في مجتمعاتنا، وأعني بالبنية التحتية نظام التعليم من مرحلة ما قبل المدرسة حتى مرحلة الدراسات العليا، والمعاهد البحثية في الجامعات، والمعامل المستقلة في القطاع الخاص

بضاعة قديمة في ثوب جديد.. التاريخ المرئي قاسم عبده قاسم

الرغبة في المعرفة التاريخية رغبة شبه غريزية لدى الإنسان منذ وجوده الاجتماعي في هذا الكون. وقد انعكست هذه الرغبة في مسارين مختلفين: تسجيل النشاط البشري بقصد حفظ الذاكرة الجماعية من ناحية، والبحث عن «الأصول» والبدايات من ناحية أخرى. وقد تنوعت التسجيلات «التاريخية» الأولى فيما بين رسوم الكهوف والنقوش الأولى باللغات التصويرية على الحجر أو الكتابة المسمارية على ألواح الطين، أو الكتابة على أوراق البردي، والبوص، والرق وغيرها، لتصير فيما بعد «مادة خام» أو مصادر تساعد في البحث التاريخي لمعرفة الأصول والبدايات التي تمثل الشق الثاني في عملية المعرفة التاريخية