العدد (635) - اصدار (10-2011)

سرّ صمته أمين الباشا

عندما سألته عن سر صمته، لم يجب، كررت سؤالي، لا جواب، قلت وبصوت خافت، من دون أن أحرّك شفتيّ ولا لساني، قلت أكلّم نفسي لعلني أسمع صوتًا، في حالة الصمت التي أنا فيها، فإن الصدى يُسمع. كلمت نفسي، كانت إيجابية أجابت، قالت ما كنت أود سماعه، ارتحت لذلك، أنا غير عابئ لصمت الصامت، أنا لا أكترث له إن كلمني أو لم يكلمني، وجدت من يسمع وجدت نفسي سعدت لهذا، السعادة كلمة كبرى، كلمة لحالة ليست موجودة، ليست متاحة ليست سوى تمنٍ، سوى حلم سوى.. سوى.. عندئذ سوّيت مقعدي وجلست ثانية عليه، واضعًا رجلاً فوق رجل، مجلسًا ظهري، ناظرًا إلى الأمام ورحت.. أين رحت؟

هانز هولباين الابن «السفيران الفرنسيان» عبود طلعت عطية

المعروف أن الخلاف الذي نشب بين هنري الثامن ملك إنجلترا وبابا الفاتيكان، وأدى لاحقاً إلى الانشقاق وتأسيس الكنيسة الأنجليكانية، بدأ عندما أراد هنري الثامن أن يطلِّق زوجته الأولى، واعترض الفاتيكان على ذلك. وعند بدء هذا الخلاف، أوفد ملك فرنسا عام 1533م أسقفاً يُدعى جورج دي سيلف إلى إنجلترا في مسعى لحل هذا الخلاف. ووجد المبعوث الفرنسي في السفير جان دي دانتفيل سنداً في المهمة السرية التي لا يعرف أحد شيئاً عنها. ولكن دانتفيل أراد الاحتفاظ بتذكار عن لقائه التاريخي هذا، فطلب من هانز هولباين الابن أن يرسم هذه اللوحة التي تمثِّله مع موفد الملك

علاقة الزخرفة والحروفية بالفنون التشكيلية في الغرب والعالم العربي سوزان شكرون

استكمالاً لبحثنا السابق في مجلة العربي حول «مصادر الفنون الحديثة»، جاء هذا البحث ليضيء بعض الجوانب الأخرى من هذه الفنون (قديمها وحديثها) عبر الإطلالة على «فن الزخرفة» وعلاقته بالفنون التشكيلية، التي أصبحت كباقة زهور تُضيء عالم الفن الجميل. ترتبط الفنون ارتباطاً وثيقاً بحياة الإنسان منذ وجوده، وخير دليل على كلامنا هو ما نعلمه عن الآثار التي تركها الإنسان بدءاً من مغاور «لاسكو» و«آلتاميرا». لم تكن هذه الرسوم التي وضعها إنسان الكهوف ذات وظيفة وجودية وروحية فقط بل كانت لها أهداف جمالية، يظهر ذلك من خلال انسيابات الخطوط وحركاتها وتنوّع الكتل في الرسوم