العدد (635) - اصدار (10-2011)

روندة.. مرثية الزمان وقصة المكان: إبراهيم المليفي إبراهيم المليفي

لا أدري هل بت ليلتي في مدار سكناه، أو ربما في فضاء سريره؟ هل جلست في أمكنته الأثيرة واتكأت على بقعته المفضلة على سور القنطرة القديمة وهو يرقب كتل الغيوم تحتشد فوق سبابته متأملا الحقول والأشجار وجداول المياه، عشرات الأسئلة المهشمة باليأس لم أجد لها جوابا شافيا ما عدا واحدا، إن روندة هي بلاد أبو البقاء الرندي صاحب المرثية الأشهر في تاريخ الشعر العربي.. «لكل شيء إذا ما تم نقصان.. فلا يغر بطيب العيش إنسان»، وروندة هي مسقط الرأس والموطن والحضن الأخير الذي ضم جثمان شاعرنا. بقينا في وطن أبو البقاء لمحة من الزمن مرت كالبرق مثل القرون التي اندثرت كأنها لم تكن