العدد (633) - اصدار (8-2011)

ملف الإنشاد الديني: بين الأجناس والسياقات الفنية أمير الغندور

يعرف الإنشاد الديني بأنه أداء صوتي إيقاعي لمقاطع الشعر العربي في إطار أداء طقوسي اسلامي، أما مؤدي هذا النوع من الأداء الصوتي فيعرف بالـ«منشد»، وهو عادة ما يكون من الذكور، وينادى جوازا بلقب «شيخ» دلالة على اكتسابه قدرًا من المكانة الدينية الرفيعة. ويعتبر الإنشاد - بالنص أو بالسياق - شكلا من أشكال التعبد والتضرع والابتهال، على الرغم من أنه لا يمثل جزءًا أساسيًا من جوهر الشعائر في الإسلام. لكن المدهش في الإنشاد الديني، أنه عندما يمارس ضمن الشعائر الدينية

ملف الإنشاد الديني: ليلة من ليالي الشيخ ياسين التهامي المحرر

في الساعة السادسة مساء يرتدي ياسين التهامي بحرص جلابية فخمة وشالًا وعمامة بيضاء ناصعة- يتم الآن تقليد هذا الزي المهني المميز من قبل أغلب المنشدين في الصعيد - ممسكا بمسبحة في إحدى يديه. فهو يسافر وفرقته من أجل إحياء إحدى الليالي في قرية صغيرة بجوار طنطا في الدلتا، حيث يقدم عرضا سنويًا في مولد الشيخ عمر طه النائب السابق في الطريقة الرفاعية الصوفية. هناك يقوم باستقبال الشيخ ياسين بعض أعضاء عائلة الشيخ عمر الذين يمولون الليلة ومئات الآخرين من معجبينه الذين يهرعون لاستقباله

ملف فهد العسكر: أيقونة لا تغيب: د. نجمة إدريس نجمة إدريس

تحل في الخامس عشر من هذا الشهر الذكرى الخمسون لرحيل الشاعر الكويتي الرائد فهد العسكر، (توفي في 15 أغسطس 1951)، والذي قدم لديوان العرب عددًا من القصائد التي كشفت عن موهبة شعرية لافتة، رسخت مكانته كشاعر رائد، بالرغم من أنه توفي وهو في أواخر الثلاثينيات من عمره. ومن مفارقات الحياة أنه عرف بالتمرد، ونشأ في بيئة محافظة، وفقد بصره وعاش في نهاية حياته كفيفا معتزلا الحياة والناس مريضا بالدرن، وكان لهذا الصراع بين فرديته وقيم الجماعة تأثير جلي على العديد من قصائده

ملف فهدُ العسكر: البائِسُ المُسْتَهامُ يَتَصَبَّبُ شِعْرًا بشير عيَّاد

لا أظُنُّني وقعتُ ـ أو سأقعُ ـ في حَيرَةٍ مثلَ التي عَانيتُها هذهِ المرّة. فلأوّلِ مرّةٍ أجِدُني في بحْرٍ بلا ضِفافٍ، لا أعرفُ من أينَ أبدأُ أو إلى أينَ أنتهي ! قدْ يكونُ للتوتّرِ النفسيِّ الذي أعيشُهُ منذُ بدايةِ أحداثِ ثورةِ الخامسِ والعشرينَ من يناير العظيمةِ أثرٌ في تعامُلي مع كلِّ شيءٍ حولي وليسَ الشعر فقط، ولكنّني ـ في الوقتِ نفسِه ـ لا يمكنني أن أتجاهلَ دهشتي الكبرى حينما وقعتْ عينايَ للمرّةِ الأولى على ما يشبِهُ الأعمالَ الكاملةَ لهذا الشاعرِ الفذّ الذي لم أكنْ ألمُّ من شعرهِ إلا ببعضِ نثارِ الإنترنت، ولم أكن أصبرُ على تلكَ القراءةِ الإلكترونيّةِ التي لا تناسبُ أمثالي من عُشّاقِ الكتبِ أو «القراءةِ الورقيّة»

ملف الدراما في رمضان: من سقوط «الحصري» إلى سقوط الرقابة ومسلسل عن حياة عالم ذرة ماجدة موريس

في السنوات السابقة شاعت نكتة في مصر تقول «إن وجبات الأغنياء صارت هي الأخرى متعة للفقراء.. والفضل للتلفزيون وأطباقه»، ولم يكن المقصود هنا أطباق الطعام وإنما أطباق الدش، التي صارت ضمن مستلزمات حياة الفقراء في كل مكان من الأحياء الفقيرة بالقرى والنجوع، فإذا لم توجد وجدت بدلاً منها وصلات سلكية تنقل عن جهاز دش يملكه أحد الشبان الأذكياء وبواسطته ينقل ما تجود به عليه قنوات البث الفضائي إلى بيوت غيره في الحي أو حتى الشارع، وبالتالي أصبحت «القنوات المدفوعة» متاحة مجانًا لملايين لا تستطيع الدفع

ملف الدراما في رمضان: موسم الدراما السورية.. تنويعات إضافية ومنعطفات حادّة ليلاس حتاحت

بدأت الخطوات الأولى للتميّز في الدراما السورية أوائل الثمانينيات الماضية على أيدي عدد لابأس به من المخرجين السينمائيين، الذين درسوا في أوربا الشرقية والغربية ومصر، ووجدوا أنفسهم في حالة انتظار طويل لتحقيق أفلامهم الأولى، وانصرف عدد منهم إلى الأعمال التلفزيونية، ومنها الأفلام القصيرة والتسجيلية والمسلسلات الدرامية، وانضم إليهم بعد ذلك العديد من المخرجين والممثلين الذين درسوا في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق. وقد أثار المخرج هيثم حقي جدلاً واسعًا حول أهمية تطوير الدراما السورية والعربية