العدد (632) - اصدار (7-2011)
كنت أعرف أنها مدرِّسة في ذلك القسم منذ سنوات عدة، بل لعلها كانت آنذاك الأستاذة الجامعية الأكثر شهرة، ليس في قسم اللغة العربية أو كلية الآداب وحسب، بل في الجامعة أو في الجامعات العربية كلها، باعتبارها الشخصية الأهم في أي منهج يمكن أن يدرسه طلاب اللغة العربية عن الشعر الحديث. وكنت أعلم أنها كانت قد انسحبت من المشهد الشعري اليومي منذ تلك السنوات ربما، لكنني لم أكن أعلم أنها استقالت من جامعة الكويت، وودّعت عالم التدريس ، وربما العالم كله ، قبل أن ألج بوابة القسم بقليل
يبدو، للوهلة الأولى، عنوان هذا المقال بعيد الصلة عن حقل «الأدب المقارن» من حيث هو حقل معرفي يهتم - بالدرجة الأولى - بدراسة علاقات التأثير والتأثر، أو علاقات «التثاقف»، أو التفاعل، بين نصوص تنتمي إلى آداب – وحضارات - مختلفة، أو نصوص كتبت بلغات مختلفة. لكن دراسة «صورة الآخر في الرواية - أقصد إلى الرواية العربية، بصفة خاصة، في هذا السياق - مبحث راسخ من مباحث «الأدب المقارن» إذا وضعنا في اعتبارنا الفهم الحديث لعلم «الأدب المقارن» الذي يقدم نظرة شاملة للأدب ولعالم الكتابة ككل
الحق أنني مدين وقراء أمل دنقل إلى الشاعر شعبان يوسف بالكشف عن قصيدتين مجهولتين لأمل دنقل، أولاهما «أغنية للاتحاد الاشتراكي» التي نشرها في مجلة «صباح الخير» القاهرية بتاريخ 28 أبريل 1966م وثانيتهما «اعتراف»، المنشورة في مجلة «الآداب» البيروتية في عدد أكتوبر 1964، وسأقصر حديثي في هذا العدد على قصيدة «أغنية للاتحاد الاشتراكي»، التي تكمن أهميتها في أمرين، أولهما تأثره البالغ بشعر أحمد حجازي الذي جعله أنبَه َتلاميذه الذين بدأوا منه
كنت أعرف أنها مدرِّسة في ذلك القسم منذ سنوات عدة، بل لعلها كانت آنذاك الأستاذة الجامعية الأكثر شهرة، ليس في قسم اللغة العربية أو كلية الآداب وحسب، بل في الجامعة أو في الجامعات العربية كلها، باعتبارها الشخصية الأهم في أي منهج يمكن أن يدرسه طلاب اللغة العربية عن الشعر الحديث. وكنت أعلم أنها كانت قد انسحبت من المشهد الشعري اليومي منذ تلك السنوات ربما، لكنني لم أكن أعلم أنها استقالت من جامعة الكويت، وودّعت عالم التدريس ، وربما العالم كله ، قبل أن ألج بوابة القسم بقليل
يبدو، للوهلة الأولى، عنوان هذا المقال بعيد الصلة عن حقل «الأدب المقارن» من حيث هو حقل معرفي يهتم - بالدرجة الأولى - بدراسة علاقات التأثير والتأثر، أو علاقات «التثاقف»، أو التفاعل، بين نصوص تنتمي إلى آداب – وحضارات - مختلفة، أو نصوص كتبت بلغات مختلفة. لكن دراسة «صورة الآخر في الرواية - أقصد إلى الرواية العربية، بصفة خاصة، في هذا السياق - مبحث راسخ من مباحث «الأدب المقارن» إذا وضعنا في اعتبارنا الفهم الحديث لعلم «الأدب المقارن» الذي يقدم نظرة شاملة للأدب ولعالم الكتابة ككل
الحق أنني مدين وقراء أمل دنقل إلى الشاعر شعبان يوسف بالكشف عن قصيدتين مجهولتين لأمل دنقل، أولاهما «أغنية للاتحاد الاشتراكي» التي نشرها في مجلة «صباح الخير» القاهرية بتاريخ 28 أبريل 1966م وثانيتهما «اعتراف»، المنشورة في مجلة «الآداب» البيروتية في عدد أكتوبر 1964، وسأقصر حديثي في هذا العدد على قصيدة «أغنية للاتحاد الاشتراكي»، التي تكمن أهميتها في أمرين، أولهما تأثره البالغ بشعر أحمد حجازي الذي جعله أنبَه َتلاميذه الذين بدأوا منه
يمكنك المفاضلة بين أن تقرأ مجموعة إبراهيم أصلان الجديدة «حجرتان وصالة» وألا تقرأها، لكنك بعد أن تنهي قصصها الثماني والعشرين لن يمكنك المفاضلة بين أن تُفتن بها وألا تُفتن بها. سوف تستحيل المفاضلة ولن يبقى بمقدورك إلا الافتتان. إبراهيم أصلان الذي لم ينشر منذ كتابه الأول «بحيرة المساء» عام 1971 غير تسعة كتب، يفاجئنا بكتاب من طراز فريد، هو يسميه «متتالية منزلية» وهي نصوص سردية قصصية مزيج من الموسيقى والرواية
للقلبِ رُؤيا لا تراها العينُ مثل فواتحِ الأشعارِ في قِصصِ التولّه والهيامْ وكأنّه لغزٌ وأحجيةٌ وزلزالٌ يجيء فُجاءةً نارٌ تبدّد كُلّ أشكالِ الظلامْ وتكمّلُ المعنى سِهامٌ من سنا النظرات واللفتاتِ يكْتبْنَ التمائمَ للغرامْ خدرٌ يُصيبُ حواسّنا كي لا نرى إلا حبيبًا واحدًا
شكّلت المدينة في الفن القصصي والفن الغنائي - وإن كان ما أُلَّف في الرواية يتجاوز ما أُلَّف في الشعر - فضاء لإبداعاتهم، فقد استطاع الأدباء أن يكشفوا عن كثير من التناقضات التي يمتلئ بها عالم المدينة حيث عروا زيفها، وعبروا عن ضياع الإنسان فيها وغربته، وصراعه مع هذا العالم الجديد. فقد بدت باريس مدينة «الآخر» مصدرًا للفساد والخراب ومختلف القيم المنحطة عند شعراء الإحياء، وبلدًا للجنّ والملائكة في «أديب» لطه حسين، ومرآة لتقدم «الآخر»
بين سلاسة اللغة، ومتعة الحكاية، مضت هدى الجهوري في إلقاء بقع ضوء بجرأة عبر عملها الروائي «الأشياء ليست في أماكنها» ملبسة شخصياتها أفكارًا تحررية دفعتها نحوها المعرفة، في رغبة مهمتها دفع الشخصيات أبعد من سجونها الذاتية، لكن حالة التمرد أو الانعتاق من أسوار الأمس لا تعني بالضرورة مواجهة إيجابية مع واقعها. لماذا لم تضع الكاتبة الأشياء في أماكنها؟ ربما لأنها رفضت اعتيادية الرؤية
قال إنه وُلِد في ساعة مبكّرة من يوم الخميس من القرن الماضي، وكان - على ما أذكر - القرن العشرين، ويؤكّد أن الساعة كانت تعلن الخامسة صباحًا، ذاك اليوم من ذاك الشهر الخامس واسمه «آيار» من عام ألف وتسعمائة وخمسين، وبعد لحظات تابع بصوت مؤثّر أنه يحب هذا الرقم المؤلف من أربعة أرقام 1950، ويتابع وهو مغمّض العينين: اليوم.. القرن العشرون انتهى.. مضى.. حلّ محله القرن الواحد والعشرون، وهذا اليوم هو اليوم نفسه الذي وُلدت فيه، لكن التاريخ تغيّر
اكتسحتني من ليل الوادي ريح حلمية مستلهمة، فوقفت عند حافة طريق، تحت سماء ذهبية نقية صافية، في أرض جبلية فذة. ومن دون أن أنظر، أحسست بالبريق، الملائكة، نتوءات الصخور الفسيفسائية الهائلة، والهوات المتألقة، والوهج الشبيه بالمرآة للبحيرات المترامية الممتدة في مكان ما في الأسفل، خلفي. هيمن على روحي شعور بتقزح لوني سماوي، حرية، وسمو. عرفت أنني في الفردوس. في قلب هذه الروح الأرضية انبعثت خاطرة أرضية واحدة مثل لهب يمضي مخترقًا، ويا للغيرة
رُؤَى اللّيْلِ يَفْجَؤُهَا كُلَّ يَومٍ ضِياءُ العِيانْ وَيُبْرِزُ وَجْهَ الحَقيقةِ وَجْهَ المَرارَةِ وجهَ الهَوانْ وبُعْدَ الأَحِبَّةِ, قَفْرَ الرُّبُوعِ حَنينَ الدِّيارْ يُسافِرُ في الفَجْرِ حِلْمُ الوُصُولِ ويَسْكُنُنَا بَعْدَ لَيلِ الأَماني .. عُبُوسُ النَّهارْ
الثورة التي صادفت وسائل الاتصال على المستوى الكوني - بما نتج عنها من تغيّر نوعي للوعي الإنساني دون أن تستثني ذائقته الفنية - اتسع قوسها، وشمل أنماط التعبير الإبداعي كافة، ومنها فن القصة القصيرة.. مثالاً. بدءًا كانت القصة القصيرة حدوتة/موقفًا/لقطة/مشهدًا/شيئًا من هذا القبيل، صفحة أو صفحات عدة، تترسّم نهجًا متعارفًا عليه، تمهيدًا يمثل البداية ومن ثم الوسط، فالنهاية، حيث لحظة المفارقة/التنوير/أو قدح وعي المتلقي.