العدد (629) - اصدار (4-2011)

(شاعر العدد) ممدوح عدوان.. مغني الهوى القتَّال سعدية مفرح

في آخر لقاء تلفزيوني له قدر لي أن أتابعه, قبيل رحيله بقليل ظهر الشاعر ممدوح عدوان متحاورا مع المذيع بنفسية المحارب الأخير ولكن بتفاؤل المنتصر أبدًا. تحدث عن مرضه الذي قضى على جسده في نهاية الأمر، كمن يتحدث عن عدو ما من صداقته بد، وأبدى ثقة لا محدودة بالعلم الحديث وبأطبائه الكثيرين وهم سادرون في تعاملهم مع سرطان احتل الجسد على حين غرة من صاحب الجسد المشاكس على كل جبهات الكتابة بالحيوية ذاتها وبالشجاعة كلها

عرسٌ في ميدان التحرير (إلى البهيّة مصر) محمد علي شمس الدين

خمسُ صبايا قرويّات من «أسيوط» يعملنَ على أرض لا يملكنَ سوى سُمْرتها أبصرنَ معًا رؤيا واحدةً في الخامس والعشرين من القَمرِ الدامي في الشهر الأوّل من عام الثورة والنصف الأبيض من ليلِ الأحزانْ لم تخبرْ أيٌّ منهنّ رفيقتها بالأمرِْ

دفاع مجيد عن «ألف ليلة وليلة» جابر عصفور

الطريف أن القاضي محمد الحسيني هو نفسه الذي حكم بمصادرة «ألف ليلة وليلة»، حوالي أربع مرات، أما قاضي الاستئناف الذي حكم بتبرئتها في كل مرة فهو الأستاذ سيد محمود يوسف ومعه القاضيان مصطفى مصطفى عطية، وعبدالله لبيب خلف وهي الهيئة القضائية التي ينبغي تسجيل اسمها بأحرف من نور في تاريخ الاستنارة المصرية المعاصرة، والواقع أنه لولا القاضي سيد محمود يوسف لكنا حرمنا من كتاب يزهو به التراث العربي والعالمي، وقامت بعد مصادرته ضجة هائلة، كما أوضحت، شملت العالمين العربي والأجنبي على السواء

العاكفون على شعر شوقي.. مسرحية «عروس فرعون» المنسوبة إلى روحه وديع فلسطين

لم يُقدّر للشاعر أحمد شوقي الملقّب بـ«أمير الشعراء» أن يطبع جميع أجزاء ديوانه الذي اختار له اسم «الشوقيات» في حياته التي فاضت روحه منها في عام 1932، وقنع بطبع جزء واحد من «الشوقيات»، ثم أعاد طباعته بتقسيمه إلى جزءين، وغادر الدنيا وبقية شعره في ذمّة ولديه. وقد أخبرني الشاعر محمود أبو الوفا أن شوقي أوصى ولديه بأن يعهدا في الإشراف على طباعة أجزاء «الشوقيات» الباقية إلى أبي الوفا نفسه. وكانت بين شوقي وأبي الوفا جفوة بدّدها شوقي بأن أقام حفلاً لتكريم أبي الوفا وحيّاه بقصيدة

من طرائف الأدباء والشعراء د. ميشال جحا

يروي الجاحظ في كتابه «البخلاء» أن رجلاً يدعى أبي الهنديّ كان يخاطب خدمه بلغة عويصة، فإذا لم يفهموا عنه طردهم من خدمته، حتى قيّض الله له خادمًا كال له الصاع صاعين. قد صفّق أبوالهندي ذات صباح يستدعي خادمه، فلما مثل بين يديه سأله: هل أصقعت العتاريف؟ فأجابه الخادم: زقفليم يامولاي. فصاح أبو الهندي: ويحك وما زقفليم؟ فرد الخادم: وما أصقعت العتاريف؟ صاح أبو الهندي: يا لك من غبي! ألا تعلم أن: أصقعت العتاريف، معناها: أصاحت الديوك؟

موقع سعيد عقل في الشعر العربي المعاصر هند أديب

لم تشكل أعمال سعيد عقل حتى الساعة موضوع تحقيق منتظم ومعمّق من قبل النقد الأدبي والجامعي. إذ باتت الآراء حول شعره والمكان الذي يشغله في الشعر العربي المعاصر مبهمة وذاتية. بين مديح مغال واتّهام جارح، لم تجد أعماله مكانتها المناسبة. ما يعني أن أعمال سعيد عقل هي الوحيدة ربما التي اختلفت آراء النقاد حولها، ولكنّ لهذه الآراء المتناقضة أسبابا موضوعية وذاتية معًا

هيكل الطين شهاب غانم

كلُّ هذا الجمالِ يومًا سيمضي وغـذاءً للدود سوف يكون فسيفنى النهدُ الجموحُ ويفنـى وجهها البض واللمى والعيون وسيذوي الشَّعر ُالحريريُّ يغفو اليوم فيه ويبسم الياسمـيـن كلُّ شيءٍ في هيكلِ الطينِ يفنى بل ويفنى ما خلّدته الفنـون

ألويس موزيل.. شخصية أوربية فذّة وروح متوقدة حفزتها الرحلات والاكتشافات هدى طالب سراج

تستوقفنا اللوحة الرخامية المثبتة على مدخل «قصير عمرة» (من قصور الصحراء الأموية)، التي جاء فيها أن مكتشفه في العام 1898 هو الرحالة النمساوي - التشيكي ألويس موزيل، فمَن هو هذا العالِم الأوربي الذي قصد بلادنا مكتشفًا وباحثًا ومؤرخًا؟ سيرته الذاتية حافلة ومتنوّعة وتثير الاهتمام، لكن الدهشة والغبطة تعتريان القارئ العربي لدى تفحّصه الطابع البريدي الذي أصدرته تشيكيا في العام 2008 لتكريمه. الطابع المقصود حمل رسمته وهو يعتمر الكوفية، وفي الخلفية قافلة جمال في ترميز واضح للمشهد التقليدي للجزيرة العربية

قصائد نجيب خداري

صفحةٌ واحدةٌ ويجودُ الغيمُ بخصرٍ ناحلٍ بغابةٍ بوحشِها السعيد صفحةٌ واحدةٌ ويرتمي البحرُ في عُبَابي

قصص على الهواء ماري تريز عبدالمسيح

عادة ما يثير إبداع الشباب ما يدهش، وما يتعمد القطيعة والتقاليد الأدبية الراسخة كما نلمح في هذه النصوص المختارة. فهي تتميز بنقضها للواقعية الراسخة في التقاليد القصصية، واقترابها من الحكي الشعبي، إلى جانب تأثرها بمراوغة اللعب السائد في الوسائط الترفيهية والمهنية، مختزلة القصص عبر مقتطفات تعبيرية، وحسية، ورمزية قد تمزج النثر والشعر في آن معا، وهو ما نراه في هذه القصص