العدد (797) - اصدار (4-2025)
ما الفلسفة العربية المعاصرة؟ سؤال ما الفلسفة عمومًا هو سؤال فلسفي، لكن سؤال ما الفلسفة العربية سؤال عن تاريخ الفلسفة، إن كلمة فلسفة عربية تشير إلى هذا الحقل السياسي القومي الاجتماعي الذي فكر فيه الفيلسوف، وبالتالي إذا كانت الفلسفة تتحدد بمشكلاتها، فإننا نحصل على مشكلات متعينة على مستوى التاريخ الإنساني ككل، ونحصل أيضًا على مشكلات متعينة على مستوى الأمة، وعندما نتفلسف نتناول هذه المشكلات، أي عندما نرفعها إلى مستوى الوعي الفلسفي نحصل على إجابات كلية.
النظرة السائدة في عالمنا العربي عن الفلسفة سلبية بلا شك، فهناك من هو معادٍ لها وآخرون لا يكترثون لما تقدمه من أفكار، والعديد لديه أحكام مسبقة عنها من دون دراية، وهذا ناتج من عدم الاطلاع عليها والتعمق في العديد من موضوعاتها، والجهل الكبير، بشكل عام، بأهميتها وما تقدمه من أفكار على صعيد الفرد والمجتمع ككل.
في عصر التكنولوجيا المتقدمة والنمو المتسارع للذكاء الاصطناعي، وفي ظل أفول كل ما هو إنساني في مقابل الحضور الطاغي لثقافة السلعة وتزايد ضراوة الرأسمالية المتوحشة، وفي لحظة تاريخية فارقة وحرجة من تاريخ الواقع العربي حيث نشهد حالة غير مسبوقة من التشرذم والتفكك العرقي والطائفي، يصبح السؤال عن مكانة الفلسفة اليوم ووظيفتها في عالمنا المضطرب أكثر إلحاحًا وأهمية.