العدد (797) - اصدار (4-2025)

كاثاروود وسْتيفِنز قصة الكشف عن أطلال حضارة المايا المفقودة ماجد محمد فتحي

مثلما كان الفرنسي شامبليون أول من فك شفرة اللغة الهيروغليفية، فوضع أساس دراسة تاريخ الفراعنة وإظهاره للعالم، وكما قامت دراسة آثار بلاد الرافدين وتاريخ العراق القديم على أكتاف الإنجليزي كلوديوس ريتش والفرنسي بول بوتّا في القرن التاسع عشر، كانت حضارة المايا - التي سادت منذ عام 2000 ق.م ثم بادت بالغزو الإسباني لأمريكا الوسطى في القرن السادس عشر الميلادي - على موعد مع اثنين من المغامرين الغربيين اللذيْن دَلَفا إلى مجاهل أدغال أمريكا الوسطى في أواسط القرن التاسع عشر للكشف عن أطلال تلك الحضارة، فكان عملهما هو الزناد الذي قدح همم وعقول الغربيين للمزيد من الدراسات عنها، وهما فريدريك كاثاروود وجون سْتيفِنز.

الأديب السوداني عزيز التوم شاعر الأحداث والمواقف المهمة الكبيرة عصمت معتصم البشير بانقا

«أنا أختلف معك في كل شيء حتى في عقيدتك، ولكن الأوجب والوازع الأخلاقي يحتم الاعتراف بكل ما فيك من جمائل وبما لا أقوى أنا عليه»... ويقيني أن هذه الفرضية أو هذا القول في سياقه ما عاش عليه الشاعر السوداني عزيز التوم منصور، وجعله إنسانًا متساميًا وشاعرًا محبوبًا لكل الأطياف التي عرفته في زمانه، فقد كان أديبًا فطنًا لم تقـيده عقيدته بما هو كائن، بل كان على قناعة بما ينبغي أن يكون، كما اختط لنفسه نهجًا سلك به مسالك النجومية في زمن ما، واستطاع أن يضع اسمه في سفر الأدب والفن السوداني على مدى تعاقب الأجيال.

محجوب ثابت بين شوقي ومحمود مختار أحمد فضل شبلول

خصَّصَ أمير الشعراء أحمد شوقي (1868م – 1932م) جانبًا فكاهيًّا في أشعاره عن شخصية صديقه الدكتور محجوب ثابت (1884م – 1945م) وأسماه «محجوبيات». وكان محجوب ثابت طبيبًا وأديبًا وبرلمانيًّا مصريًّا، ولد في مدينة دنقلة بالسودان، حيث كان والده يعمل مهندسًا بها، ثم عادت الأسرة للإقامة بالقاهرة، وفيها تلقى تعليمه الأولي، ثم التحق بكلية طب قصر العيني وتخرج فيها، ثم سافر واستكمل دراسة الطب في باريس وجنيف، وأجاد اللغة الفرنسية.

«أسطورة» طنجة في العمارة والتّشكيل والكتابة الروائية أحمد بن شريف

يعود تاريخ العمارة أو المنشأة المدنية، في منظور علم الاجتماع العربي الحديث والمعاصر إلى العلامة البازل عبدالرحمن ابن خلدون، صاحب مؤلّف «كتاب العِبَر وديوانُ المبتدأِ والخبر في أيّام العربِ والعجمِ والبربرُ ومن سبقهم من ذوي السّلطانِ الأكبر»، المشهور إجمالًا بـ «المقدّمة». ابن خلدون العالم الذي بنى مشروعه الثقافي/ الاجتماعي/ العمراني على استطالة علمية، كان الهدفُ منها تكريسَ نوعٍ من التّمدّن، فحواه العمران البشريّ وأثرهُ السيميّائي والجمالي على تصورات الناس ورؤاهم، كما أن العمران بأشكاله الهندسية وتفاصيله وتجليّاته يُغذّي خيال الفنانين والمبدعين، فيُلهمهم ويُذكي في أنفسهم، جذوةَ البحث عن الأزمنة المُفتقدة، الأمر الذي يُسعِفهم في إعادة بناء وتشييد مُنجَزِهم في شكل أثر فنيّ. يقول ابن خلدون: «ما يُعرض في اجتماعهم من أحوال العمران في المُلك والكَسْب والعلومِ والصنائعِ بوجوه برهانية، يتضح بها التحقيق في معارف الخاصة والعامة وتُدفع بها الأوهام والشّكوك».