العدد (627) - اصدار (2-2011)
على إيقاع نشيد جنائزي مثير للكثير من الرعب، ينتهي القرن المنصرم (العشرون) ويبدأ القرن الراهن (الحادي والعشرون)، بإجراءات القوّة والسيطرة من قبل مجتمعات ما بعد الحداثة، من خلال حروب غالبًا ما ترفع شعارات ملتبسة (الحرب على الإرهاب)، في حين أن حقل الممارسة العسكرية والأمنية والسياسية حقل مكشوف وواضح المعالم والغايات، وهدفه هو المزيد من السيطرة على الشعوب المستضعفة، وعلى خيراتها، من خلال إرهاب منظّم هو إرهاب الدولة
تحتفل الكويت في الرابع والعشرين من فبراير الجاري بمرور 50 عامًا على استقلالها عن بريطانيا، ففي 19 يونيو من عام 1961 وقّع سمو الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح الحاكم الحادي عشر للكويت وثيقة الاستقلال مع السير جورج ميدلتن المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي نيابة عن حكومته التي ألغت الاتفاقية التي وقعها سمو الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع للكويت مع بريطانيا في 23 يناير عام 1899 لحمايتها من الأطماع الخارجية
للمرة الأولى في تاريخ الكويت تبدأ الحكومة بتنفيذ خطة تنموية، فقد حصلت الخطة التي تمتد من العام المالي (2009 / 2010) إلى العام المالي (2013 / 2014) على الموافقات المطلوبة، وبدأ تنفيذها منذ أبريل 2010، وهي خطة يعلق الكويتيون عليها الكثير من الآمال في دفع الاقتصاد والحد من اعتماد البلاد على قطاع النفط وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في المشاريع وهما هدفان أساسيان للخطة
قد تكون مصادفة - أو لا تكون - أن تتزامن احتفالية الكويت بالذكرى الخمسين لاستقلالها مع نضج تحركات أهلية، تطورت من المبادرات الفردية لتأخذ أبعادًا مؤسسية، مولّدة حالة فكرية في البلاد تتعاطى مع معاني التسامح والانفتاح وما يصاحبهما من رعاية للتذوق الثقافي، بوجهيه التاريخي والفني. والمؤسسات كيانات حية، بكل ما يحمل الوصف من أبعاد، ولكينونة المؤسسة بُعد عضوي، إنها تتنفس وتتطور وتكبر