العدد (626) - اصدار (1-2011)

راشد حسين.. الاحتراق شعرًا ووطنًا (شاعر العدد) سعدية مفرح

كيف مات راشد حسين? محترقًا في شقته النيويوركية التي عاش فيها وحيدًا وهو يدشن عامه الحادي والأربعين، أم مختنقًا بدخان الحريق الغامض الذي اشتعل في الشقة من دون أن يتأكد أحد ممن حاولوا اكتشاف ما جرى، كيف ولماذا؟ أم تراه مات مختنقًا بدخان حلمه الجميل في العودة إلى فلسطينه التي أحب العودة إليها حرة مستقلة، وعاش على هذا الحلم بين تفاصيل القصيدة وذكريات النضال المبكر؟

أنا سليل اشتهاءاتي شوقي بزيع

أنّى اتجهتُ أرى عَصْفًا يؤلِّبني ضدِّي ويجعل من أمواجهِ رُسُلي كأنني صنْو نفسي في تمزُّقها الدامي وخطُّ تماس الذئب والحملِ تضيئني صبواتٌ لا وجوه لها

الخروج في «ملحمة السراسوة» أبوالمعاطي أبوالنجا

يمكن القول كمقدمة عامة لهذا المقال إن الجزء الثاني من «ملحمة السراسوة» مكرس بكل فصوله لتجسيد الصعود الثاني للسراسوة، في مقرهم الجديد، وإذا كان الصعود الأول في مدينة «سرس» قد تحقق بفضل المكانة العالية التي وصل اليها جدهم بين علماء الأزهر، فإن صعودهم الثاني يمكن رؤيته في إطار صعود شرائح من الطبقة الوسطى الزراعية ربما لأول مرة في هذه المرحلة من تاريخ مصر في أواخر النصف الأول من القرن التاسع عشر

الترجمة والتقدم جابر عصفور

يبدأ الحديث عن الترجمة بالنواح على وضعنا المأساوي، وعلى تخلفنا المذهل فيما يتعلق بإنجازنا العربي البائس في مجال الترجمة، وقد اشتركت شخصيًا في هذا النواح، لكن آن أوان التوقف عنه، واستبدال التأمل في إنجازات الواقع الفعلي المتغير من جهود العرب في الترجمة بالحديث الواعد عن مستقبلها الذي أرجو وأتوقع أن يكون أفضل من حاضرها حسب الإشارة إلى الجوانب الإيجابية التي حدثت خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية على وجه التقريب

قصص على الهواء علي بدر

من بين الأربع وعشرين قصة المقدمة لمجلة «العربي» يمكننا أن نختار هذه القصص الخمس للنشر لتوفرها على الحد الأدنى من العناصر الفنية والتقنية اللازمة للقصة القصيرة، وتوفرها كذلك على المهارات الأسلوبية التي باتت تسم القصة القصيرة المعاصرة بعد التطورات التاريخية التي لحقت بها، مثل: العنوان، بناء الحدث الأساسي للقصة، وتقديم الشخصية داخل السياق، والبنى التكوينية للأسلوب الفني، ومستوى اللغة السردية، وإدارة الحوار، وترتيب الحبكة السردية داخل المبنى العام للحدث

الرحيل إلى كوكب آخر فاضل السباعي

- لا يزاحم بعضكم بعضًا! إن من شروط الرحلة الانتظام! هكذا سرى بينهم.. الصوت، الصدى. كانوا شيوخًا، ليس بينهم مَن لم يتجاوز السبعين، فهذا شرط أول، كانت قد تصاعدت منهم احتجاجات متواصلة، كيف يدركنا الفناء ونحن في عز العطاء؟ صرخة توافقوا على أن يطلقوها عاليًا، تلقّوا بعدها صدى يفيد بأن معجزة سوف تتحقق لهم، أن يعودوا إلى عهد الشباب الجميل! بعد أن استقرّوا في مقاعدهم، وتأهبت المركبة للإقلاع، تعاظم عندهم التساؤل، إلى أي مجهول نحن ذاهبون؟

ثلاثة أحلام للمسافر محمد علي شمس الدين

تراءى لهُ أنّ فوقَ الكنيسةِ تحت الصليبِ الذي لاحَ كالطيرِ في «باب توما» طفلةً زنّرتْ خصرها بالحزامِ الملوكيّ طارَتْ وصارتْ حصانًا بقرنَيْ غزالْ فسبحانَ مَن كانَ أسرى بها من أقاصي الحجازِ إلى الشامِ حتّى أعالي أريحا وحطّمها فجأةً في الجبالْ

الشاعرية المرهفة.. محمد زينو شومان في ديوانه الجديد.. «مرقد عابر بن عابر» حسن جعفر نورالدين

إنه العبور من رحم الأم إلى رحم الأرض، من أول نسمة تدخل إلى آخر نسمة تخرج من حياة الإنسان، أو في رحلة المخلوق بين التصاق الروح به وانفصالها عنه، في مساحة زمنية تبتدئ بالحياة وتنتهي بالموت، وفي مقاربة لفلسفة الوجود الإنساني في هذا الكون العظيم. ذلك هو ديوان الشاعر الكبير محمد زينو شومان وهو المجموعة الثانية عشرة الصادرة عن دار الفارابي سنة 2009م في مائتين وتسع وثلاثين صفحة من القطع الوسط

الصّمتُ صوتٌ أسود منير محمد خلف

صوتي على المرآة يخدِشُ ذاتَهُ ودمي يَرَاعٌ قد أضاعَ دواتَهُ كم سطّرَ الحبُّ العنيفُ دفاتري وإذا النوى تخِـذَ الأسى ممحاتَهُ شردَ اللقاءُ على ضفافِ تفجّعي وأنا ألملمُ في البكاء رُفاتَهُ سيفٌ من الحسراتِ قطّعَ رحلتي سعياً إلى الأحلام سلّ سُباتَهُ

مستقبلنا المشترك.. د. أحمد أبوزيد أحمد أبوزيد

يزداد الشعور لدينا جميعاً بأننا نعيش وننتمي إلى كوكب واحد هو كوكب الأرض، وإلى عائلة واحدة تعرف باسم الجنس البشري، مما قد يوحي بأن الفواصل التقليدية بين الشعوب فواصل غير طبيعية اصطنعها الإنسان نفسه استجابة لبعض ضرورات الحياة. فعلى الرغم من أننا نعيش على كوكب واحد فإننا نؤلف مجتمعات وثقافات واتجاهات عديدة متنوعة ومتباينة، وننظر إلى هذا الكوكب من زوايا مختلفة ورؤى متعارضة، ونتعامل معه بنظم متضاربة كثيرا ما تؤدي إلى إلحاق الأذى به وبمكوناته