العدد (625) - اصدار (12-2010)

ديكِ الجِنِّ.. ديك الشعر الفصيح (شاعر العدد) سعدية مفرح

إنه عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب الكلبي، لكننا نعرفه بلقبه الغريب العجيب والذي لقب به، ليصير هو الحكاية والتميز في زمن عباسي كان يمور بأمواج الشعراء من كل شكل ولون واسم أيضا. وبلقبه سنبدأ ترجمتنا له ، وبحكايته مع ورد سيكون الختام المأساوي الدامي. لكن حكاية اللقب تتشظى لتصير حكايات عدة، ثم تعود لتصب في مصب واحد عنوانه «ديك الجن». فتقول الحكاية الأولى إن الشاعر كان يكثر من الخروج إلى الحدائق والبساتين ويطيل المكوث فيها

أقنعة محمد عفيفي مطر جابر عصفور

ليس الأوجه الصوفية وحدها هي الأوجه الطالعة في كون الشاعر محمد عفيفي مطر الشعري، فهناك غيرها من الوجوه التي تتناسب مع الرؤيا الشعرية المتجسدة بهذا الكون والمجسدة له في آن وهي وجوه يضيف كل منها ملمحا بعينه من الملامح التي تكتمل بها الخصائص النوعية لهذه الرؤيا ربما كان أول قاسم مشترك بين هذه الوجوه هو مفارقتها الجماعة لقيادتها، والخروج على المدار المغلق للبشر من أجل تحرير البشر، فهم وجوه طالعة من الناس لكن مفارقة لهم بمدى فعلها ومجال حركتها واعتصامها برفض شروط الضرورة

الأدباء والحيوان وديع فلسطين

لم يخلق الله الإنسان ككائن حي وحده، وإنما خلق معه عددًا لا يحصى من حيوانات البر والبحر والجو، منها ما هو مأنوس يعاشره المرء، بل ويتعامل معه في حياته مثل الفرس والحمار والبقر والكلب والقط وطيور الزينة، ومنها الجوارح والضواري والوحوش التي لا يأمن الإنسان شرّها، فإما أن يسعى إلى القضاء عليها، وإما أن يقيّد حريتها ويجعلها متاعًا للنظر في حدائق الحيوان، سواء في باحات بغير أسوار أو في أقفاص مدججة بثقيل الأقفال

مَا الأبقى الفن أم الحياة؟ جهاد فاضل

كان الطيب صالح يتضايق في سنواته الأخيرة ممن يسأله عما لديه من نتاج جديد، أو عن سبب غيابه عن كتابة روايات جديدة. كان من رأي هؤلاء السائلين أن «موسم الهجرة إلى الشمال»، وهي عندهم ذروة إبداع الطيّب، تعود إلى زمن قديم، فأين صاحبها اليوم؟ ولماذا هو غائب عن ساحة الوغى، أو عن ساحة العطاء؟ فهل جفت قريحته وتحول إلى روائي سابق؟ كان الطيب صالح يضيق ضيقا شديدا بمن يسأله مثل هذه الأسئلة

سرقات صغيرة طالب الرفاعي

عشتُ عمري أخاتل النوم الخبيث، لكنني في الأيام القليلة الماضية صرت أتحايل عليه كي يأخذني فيأبى. منذ الصباح والحسرة تلازمني. أذكر صباح مات أبي، اجتاحني غضب كبير عليه. اختبأت وبكيت حرقتي وحدي، دون أن يراني أحد، بينما كانت أمي وإخوتي الصغار يبكون موته، ابتعدت عن الجميع، وقد اشتعلت نار محرقة في قلبي، فأنا ابن التاسعة، لم أجد سببًا واحدًا يبرر لأبي أن يموت كما فعل. تزوج أبي أمي ولم يبلغ السادسة عشرة، وكانت تصغره بسنتين، جلس معنا ليلة وفاته على الأرض حول سفرة العشاء

قصص على الهواء طارق الطيب

(فستان + الجنة لا تفتح أبوابها لصديقات أبي) - في قصة (فستان): برعت الكاتبة في سطور قليلة في البوح بالكثير. البداية مع النهاية جاءتا في عمل شديد الإتقان ما بين تسلم الهدية وفتحها؛ لتضرب الجملة النهائية بذكاء وحسن تصرف، تعبيرا عن الحال وعن خيبة أمل البنت. والحوار المضفور بين البداية والنهاية كمتن للقصة نجح في تعميق الفكرة في قصة