العدد (625) - اصدار (12-2010)

الجد والحفيد أمين الباشا

كان يتردّد دائمًا للتحدث مع ابن ابنته، حفيده، السنوات التي تفرّق بينهما تزيد على الخمسين سنة، كان ينظر إليه، يناديه ليجلس بقربه، على حافة سريره، يبتسم، ومرارًا تنقلب ابتسامته إلى ضحكة، يستغرب الحفيد ضحك جدّه ويقول في سرّه إنه الخرف، أو الجنون، يحزن ويبقى قربه، يتبادلان النظرات التي تحمل حديثًا طويلاً وحكايات وذكريات. أسئلة كان يطرحها الحفيد على نفسه، عن حياة جدّه وعن شبابه، سمع كثيرًا من قصص شبابه من أمّه عن أبيها. يقول له الآن ماذا في رأسك؟ ماذا تفكّر، هل الماضي حاضر دائمًا في ذاكرتك؟

كاسبار فريديريش «شجرة الغربان» عبود طلعت عطية

كاسبار دايفيد فريديريش هو قائد الحركة الرومنطيقية الألمانية خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، ويعتبر اليوم أهم رسامي هذه الحركة على الإطلاق. وُلد فريديريش في شمال ألمانيا عام 1774م، ودرس فن الرسم في كوبنهاغن بالدنمارك حتى العام 1798م، ليعود بعد ذلك إلى دريسدن في ألمانيا حيث طوَّر شخصية فنية مستقلة تماماً عما كان قائماً حوله آنذاك. كانت أوربا آنذاك غارقة في التصنيع، وفي تبدل معالم الحياة الاجتماعية والبيئية التي بدت للرسام تجنح بجنون متعاظم نحو المادية والحسابات الباردة

احتفاء تركي بالسينما الفلسطينية: فلسطين.. حسرة السلام بشار إبراهيم

بعدما استيقظ العالم، صبيحة يوم 31 / 5 / 2010، على أخبار اقتحام السفينة التركية «مرمرة»، من قبل جند الاحتلال الإسرائيلي، والانتهاء بهم إلى مقتل تسعة من ركابها الأتراك، كان من الطبيعي أن تأتيني رسالة إلكترونية من السيدة التركية «باشاك أمير»، تعتذر عن صدور القرار بتأجيل موعد «مهرجان اللوزة الذهبية السينمائي الدولي في أضنة»، حتى إشعار آخر، إذ «لا يمكن أن نقيم مهرجانات سينمائية، فيما الشعب التركي حزين»!.. دون أن يمنعها هذا من أن تردف قائلة إن قناعتها الشخصية

الفنان حسن موسى.. حُرِّية الحُرُوفِ الحَيَّة أشرف أبواليزيد

تجمعُ الحروف العربية بين الأضداد، فهي إما نحيفة تأسرها الرشاقة، وإما سميكة تغلفها الرصانة، وهي تستند إلى الأرض كمركبٍ راسٍ يعافُ الموج، أو تنطلقُ إلى الفضاء كنخلةٍ مثمرة تهزها الريح، ولذلك عمد الخطاطون المفتونون بها إلى قولبتها - بسلاسة - في آيات زخرفية، ولوحات خطية، ومنمنمات لونية. لكن الزمان الضنين يفاجئنا - بين حين وآخر - بفنان يخرج عن رتابة التزيين، ليكتشف في الحروف العربية حياتها، فيمنحها حرية جديدة، والفنان حسن موسى، الذي ولد ودرس في السودان، ويعيش ويبدعُ في فرنسا، هو نموذج مثالي على مانحي الحروف الحية حريتها