العدد (624) - اصدار (11-2010)
لم يمثل الدكتور الجابري مشروعًا فكريًا فقط بل هو - كما يقول د.حسن حنفي - مشروع حياة يعبر عن مرحلة بأكملها في تاريخ الفكر العربي المعاصر. وفي هذا الملف تنشر «العربي» مقالين للمفكرين العربيين د. حسن حنفي وجورج طرابيشي يتناولان فيهما بالتحليل والنقد أهم أفكار الجابري كاشفين عن التأثير العميق لأفكاره في الفكر العربي المعاصر
كنا زملاء ولم نكن أصدقاء، ثم صرنا أصدقاء من دون أن نكف عن أن نكون زملاء، وهذا قبل أن تتطور بيننا تلك العلاقة الغريبة التي تمثلت بزهاء ربع قرن من الحوار اللاحواري منذ شرعت بالإعداد للجزء الأول من مشروع «نقد نقد العقل العربي» ردًّا على مشروعه الرائد في «نقد العقل العربي». التقيته، أول ما التقيته، على مقاعد الدراسة في جامعة دمشق في قسم الثقافة العامة الذي يجمع جميع طلاب كلية الآداب من لغة وتربية وفلسفة. كان ذلك سنة 1958 – 1959 يوم كان كلانا طالبًا تجمعنا دروس مشتركة
ليس من السهل إطلاق وصف جامع للراحل الكبير أحمد السقاف..فقد جمع بين وجوه عديدة، فهو الشاعر المفوه، والمعلم الأستاذ، والمربي، وهو الأديب الكاتب، وكيل وزارة الإرشاد والإنباء، وغير ذلك من مناصب عديدة تولاها، بالإضافة إلى دوره الكبير في وضع التصور العروبي والقومي الذي خرجت به مجلة «العربي» إلى قرائها بفضل دوره الكبير في اختيار أول رئيس تحرير للمجلة الدكتور أحمد زكي. وفي الكويت كان له فضل نشر الوعي القومي عبر دوره التربوي والتعليمي
يقع الزمن الشعري لأحمد السقاف بين الأربعينيات والسبعينيات من القرن الماضي، أي في زمن نهوض وطني وقومي. فالصهيونية كانت متأهبة للاستيلاء على فلسطين، كما كان الاستعمار الغربي يجثم على الأرض العربية في مشرقها ومغربها، وكان نضال العرب ضدهما في أوجِه. وقد كان من الطبيعي لشاعر كويتي ذي نزعة عروبية أن يواكب هذا النهوض. وأن يحمل شعره صدى معارك الوطن ضد أعدائه، وأن يحرّض على الجهاد والتضحيات
قَبلَ عِشرينَ عَامْ عَلَّقَ المَوتُ أَجْرَاسَهُ فوق «أَجْنحةِ العَاصِفَةْ» وَارتَدَى «أَحْمَدا»** مِنْ دُمُوْعِ النَّدَى وَاغتِرَابِ الجِرَاحْ تَارِكًا حَسْرَةً نَازفَةْ مِنْ نَشيدِ الصَّبَاحْ