العدد (622) - اصدار (9-2010)

الكتاب الذي هجروه* رفيق المعلوف

أكرمتَ خلًّا وفيًّا هانَ واخْتَلَفَتْ على مهانَتِهِ الأخلاطُ والزُّمَرُ(1) هذا الذي فاضَ وحيًا فاستهلَّ به وجهُ الحياةِ وزانَتْ وحيهُ العِبَرُ هذا الكتابُ نَزيلُ الدّفَتَينِ حَوى مشكاةَ نورٍ مَشَتْ في هديها العُصُرُ تَوْراتُهُ البدءُ والإنجيلُ دُرَّتُهُ ورُكْن إعجازِهِ القرآنُ والسّوَرُ

جميل صدقي الزهاوي (شاعر العدد) سعدية مفرح

قال عنه طه حسين: «لم يكن الزهاوي شاعر العربية فحسب ولا شاعر العراق بل شاعر مصر وغيرها من الأقطار. فقد كان مربياً لهذا الجيل الشعري؛ إذ كان شاعر العقل، وكان معري هذا العصر». ويبدو أن طه حسين عرف هذا الشاعر جيدا ليلخصه وهو يرثيه بمثل هذه العبارات التي تشير إلى بعض خصائص الرجل شاعرا ومفكرا وسياسيا ومناضلا وفيلسوفا ومنافحا عن الحرية والحق والمرأة الشرقية. ولد جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي في العاصمة العراقية بغداد العام 1863م

«رحيلْ» عبدالعزيز محيي الدين خوجة

كَأَنَّهَا انْتَهَتْ حِكَايَةُ الْسِّهَرِ وَلَهْفَةُ الْجُنُونِ فِي لِقَائِهَا وَأسْأَلُ الْحَنينَ عَنْ مَصِيرِهِ وَأسْأَلُ السُّهَادَ عَنْ وَفَائِهَا أَفُجْأةً يَمُوتُ عُشْبُنا وَيهْجُرُ الْمَطَرْ؟ أَفُجْأةً تَسَّاقَطُ الْنُجُومُ مِنْ سَمَائِهَا؟

تحولات صلاح عبد الصبور جابر عصفور

كان الترحيب اليساري بديوان الناس في بلادى طاغيا، إلى الدرجة التي لم ينتبه فيها اليسار الغالب إلى البعد الوجودي الذي انطوت عليه قصائد لم يتسلّط عليها الضوء اليساري الذي كان يبحث في قصائد الناس في بلادي عما يتجانس ومنطلقاته الفكرية، غير منتبه إلى وجود قصائد مغايرة لم تخل من الهم الوجودي أقصد ذلك الهم الذي سرعان ما تصاعد بعد العام السابع والخمسين، خصوصا بعد أن قاد خرتشوف حملة تعرية الستالينية والكشف عن كوارثها في الاتحاد السوفييتي الذي أخذ أدباؤه من أمثال إيليا اهرنبورج يكتبون عن ذوبان الجليد

الأنثى والبحث عن سيرة جديدة.. فهد توفيق الهندال فهد توفيق الهندال

عند الشروع في الكتابة النقدية عن سرد أنثوي (كاتباً ونصاً)، ستتقافز سريعاً إلى ذهنك تلك الصورة التقليدية لحضور المرأة في العمل السردي على يد المرأة أيضاً، وقد توشحت بالمظلومية، القهر، الألم والبحث عن الآخر ضمن إطارها الحصري في: بوح الذات، الجسد والثنائية العدائية مع الرجل، وأنماطها المستمرة في طغيانها على نصوص السردية النسوية العربية. لهذا، نادراً ما تتوقف عند السرد الأنثوي، وقد تلاشت تلك الظنون الأولى قبل القراءة والكتابة. ليطرح سؤال نفسه: أين يمكن أن تتشكّل خصوصية السرد الأنثوي؟

قصص على الهواء عبدالله الحراصي

تصور القصة شخصية رجل متقدم في السن قطعت رجله بسبب مرض السكر، وتأمله في الوجود والحياة والموت. تتميز القصة بالوضوح والإقناع في تطورها وتتابع أحداثها، والحبكة فيها جلية واضحة، وتأتي على أكثر من مستوى، فهناك الحبكة النفسية من خلال تتابع تقديم السارد لرؤاه العميقة مع ربط تلك الرؤى بدلالات حركة الزمان وتأثير المرض على نفسه، أما الحبكة الخاصة بالأحداث فتتطور مع سماعه لصوت الفقيه في البيت وتشوقه، واللغة في القصة تخدم العناصر السردية الأخرى