العدد (751) - اصدار (6-2021)
ارتبط اسم الكويت بالثقافة منذ العقود الأولى لنشأتها، فقد ذهبت المصادر إلى أن الكويت أسست في العام 1022 هــ الموافق 1613م، على حين وصلتنا عينات من المخطوطات التي نسخت في الكويت مبكرًا، وتعود أصداؤها إلى العام 1682م . ويعود السبب في الاهتمام المبكر بالثقافة في دولة الكويت إلى عوامل عدة، لعل من أهمها: طبيعة السكان الذين وفدوا إلى هذه المنطقة ينشدون فيها الأمان، وينأون بأنفسهم عن بؤر الصراع القبلي والعرقي والطائفي في المناطق المجاورة، وطبيعة الموقع المميز للكويت والذي يقع في الطرف الشمالي للخليج العربي ليكون محطة لنقل البضائع القادمة من الهند وشرق آسيا بحرًا، إضافة إلى كونها محطة لنقل البضائع القادمة من وسط الجزيرة كالخيول في طريقها البحري إلى الهند عن طريق السفن الكويتية، وطبيعة النظام السياسي في الكويت والقائم على الشورى، ووجود القضاء المستقل منذ بداية الكويت وأحد المؤثرات الخارجية.
يعد سؤال لمن الأولوية، للفرد ومصالحه وحرياته الشخصية، أم للمجتمع ومعاييره وقيمه؟ من الأسئلة التي شغلت بال الفكر الإنساني منذ أن دخل مرحلة الحداثة، سيما وأن السؤال تجدد مع تطور وتعقد المجتمعات المعاصرة، ليعود ويطل برأسه من جديد في الفكر الاجتماعي المعاصر وسط اتهامات كل من أنصار الفرد وأنصار المجتمع للطرف الآخر بالمسؤولية عن مشاكل العزلة والهويات والتفكك الاجتماعي والعنف التي تجتاح الحياة المعاصرة. ويعد المفكر إدغار موران واحدًا من الذين تناولوا بالتحليل المعمق هذه العلاقة وإشكالياتها، ليقدم لنا في النهاية نموذجًا للعلاقة المركبة بين الفرد المعاصر والمجتمع الحديث.