العدد (751) - اصدار (6-2021)

ألفونس دي نوفيل «المرسال» عبود طلعت عطية

في‭ ‬الفترة‭ ‬التاريخية‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬الانطباعيون‭ ‬يدعون‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬المؤثرات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والضغوط‭ ‬الخارجية،‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬رسّام‭ ‬اتجه‭ ‬عكس‭ ‬هذا‭ ‬التيار‭ ‬تمامًا،‭ ‬فلم‭ ‬يكتفِ‭ ‬بالخضوع‭ ‬لأشد‭ ‬أشكال‭ ‬الضغوط‭ ‬الخارجية‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬العسكري‭ ‬والقومي،‭ ‬بل‭ ‬نذر‭ ‬نفسه‭ ‬للتعبير‭ ‬عنها،‭ ‬فلم‭ ‬يرسم‭ ‬غير‭ ‬المعارك‭ ‬والأحداث‭ ‬العسكرية،‭ ‬وغالبًا‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬قومي‭ ‬جريح‭ ‬بفعل‭ ‬هزيمة‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬مع‭ ‬بروسيا‭ ‬عام‭ ‬1870،‭ ‬إنه‭ ‬الفنان‭ ‬الأكاديمي‭ ‬ألفونس‭ ‬دي‭ ‬نوفيل‭.‬

عن بيروت والسينما والخراب أفلامٌ تُقاوم الموت نديم جرجورة

منذ تفشّي وباء كورونا في العالم، مطلع عام 2020، تعطّلت أحوالٌ كثيرة في شؤون الحياة اليومية. الصدمة كبيرة، والنظام الصحّي في دول كثيرة أُصيب بالهلع، خصوصًا في الأشهر الأولى. السينما أحد الفنون والصناعات العالمية التي واجهت، ولا تزال تواجه، تحدّيات جمّة، فالإنتاج توقّف فترة طويلة، والصالات السينمائية مغلقة أسابيع متتالية، ومنصّات العرض الإلكتروني باتت أفضل وسيلة للمُشاهدة، وللإنتاج أيضًا. محاولات عدّة، لكسر الطوق الخانق على السينما، غير متمكّنة، أقلّه إلى الآن، من إحداث انفراجٍ فعليّ، رغم أنّ حركة الإنتاج السينمائي تستعيد حيويتها، واستديوهات مختلفة تفتح أبوابها لتصوير كلّ جديد، مع التشديد على الالتزام بشروط السلامة العامّة؛ كمامات، وتعقيم، ومسافة بين الأفراد، إلخ.

بحثًا عن مسرح جديد بلون العيد عبدالكريم برشيد

في «الرحلة البرشيدية»، وهي رحلة افتراضية في عالم افتراضي، يقدّم رجل في زيّ التاريخ الكلمة التعريفية التالية للمسرح: هو «حياة الأحياء وهو مسلك السالكين، وهو عِلْم العارفين، وهو أسئلة السائلين، وهو جهاد المجاهدين، وهو حيرة الحائرين» (ع. برشيد - الرحلة البرشيدية - إيديسوفت - الدار البيضاء).

اللون نتاج ضوئي بوشعيب خلدون

الإدراك اللامُطلق واللاحسّي في لغة الجمال، يختلف تمامًا عما تراه العين المجردة، ويصبح لعلوم فيزياء اللون أهمية قصوى لا يختلف عليها لا العارف بمعانيها أو ذلك الذي يرى فقط بعين لا تتجاوز الرؤية فيها مفهوم اللون المبسط. إن الفيزيائي لا ينظر للّون كشكل من أشكال الجمال، بل هو لغة وأرقام ولوغاريتمات يتداخل فيها العلمي بالمادي وتتجاوز إطارها المعرفي. إن اللون والضوء شيئان متلازمان، ومن دون الضوء الذي يحلل لنا معلومة اللون وماهيته، لا يمكننا أن ندرك اللون وطبيعته ولا حتى معرفة تشكيلاته، إذًا، فاللون هو نتاج ضوئي خالص، وهو المعنى الدي تطرقنا له في بداية حديثنا.

فيلم البداية جذور الاستعباد وصناعة الاستبداد محمد فاتي

يعدّ فيلم البداية أحد أبرز الأفلام المصرية التي عالجت ظاهرة التسلط في المجتمع العربي. وقد قارب المخرج المصري صلاح أبو سيف هذه الظاهرة الواقعية في إطار فني عميق، وتركيبة رمزية تستمد قيمتها من الخطاب السينمائي اللامباشر الذي يوظف كل عناصر البلاغة السينمائية، لخدمة المحتوى والقصد والرسالة. وفي هذا يقول رائد السينما الواقعية في العالم العربي: «حاولت أن أقدّم فيلمًا خياليًا، لكنني وجدته يأخذ شكلًا من واقع الحياة يظهر ذلك التسلط في مجموعة بشرية سقطت بهم طائرة في واحة صحراء مصر، بينهم الفلاح والعامل والمثقف والعالم ورجل الأعمال الانتهازي الذي يفرض سلطة على موارد الواحة ممارسًا حكمًا شموليًا على هذه المجموعة من البشر مرتكزًا على سلاحه وذكائه وجبروته». الفيلم خرج إلى الوجود في ثمانينيات القرن الماضي (1986)، وهو من بطولة أحمد زكي، ويسرا، وجميل راتب.