العدد (751) - اصدار (6-2021)
يقضي الإنسان سنوات طفولته بالتعلّم واكتساب المعارف المختلفة من الأسرة (الوالدين، الإخوة الكبار، المربّية)، والمدرسة (المعلمين والأصدقاء)، والحي والنادي (أقرانه وجيرانه ومدرّبيه)، لتتشكل بذلك البذرات الأولية لشخصيته كفرد اجتماعي فاعل بالمجتمع. وفي سنوات شبابه، يسعى إلى تأكيد وجوده في محيطه الاجتماعي من خلال الأقوال والأفعال التي اكتسبها في المرحلة السابقة، وتشكّل في لحظته سلوكه الذي هو انعكاس للقيم والمبادئ والمعتقدات التي ألِفها وتبنّاها ووضعها كنسق فكري ليمضي بها قُدمًا بالحياة.
مع ظهور الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر، ابتدأ نمو النزعة الاستهلاكية لدى الشعوب، وازدادت القدرة على التصنيع واقتناء الأشياء والتخلّص منها بشكل سريع، وفي السنوات التي تلت ذلك، استمر هذا المسار من الاستهلاك المتزايد؛ إن كان من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية، مثل المأكل والملبس والمسكن، أو من أجل تحقيق المتعة والترفيه، مثل شراء الأزهار والقيام بالرحلات، وكل ما يتعلّق بأمور الزينة أو للاكتناز والتخزين، مثل اقتناء التحف والكتب وغيرها، أو من أجل التباهي والتماشي مع مرتبة اجتماعية معيّنة كشراء أحدث ماركات الملابس أو الهواتف الذكية أو السيارات وغيرها.
ينبّه المهتمون بمستقبل القراءة على مستوى العالم من خطورة الاعتماد الكامل على المصادر الإلكترونية وهجر المواد المطبوعة، ولاسيما في المكتبات الأكاديمية التي يفترض أن يقوم عليها التعلُّم والبحث. ويعتبرون كلّ نوع من أنواع القراءة - الإلكترونية والمطبوعة - مكملًا للآخر وليس بديلًا عنه. ومع ازدهار العصر الرقمي تغيّرت عاداتنا في القراءة، ولم يعد معظمنا معتمدًا على الصحف والمجلات والكتب المطبوعة، بل أصبحنا غارقين في محيطات من القراءات التي تأتينا من مكتبات ومتاجر إلكترونية، إلى جانب ما تقدّمه وسائل التواصل وصفحات المواقع والمنصات ورسائل البريد الإلكتروني، حتى أن بعض القراء باتوا يطالبون الناشرين بنسخ رقمية للكتب والدوريات المطبوعة لكي يسهُل شراؤها وتداولها، بل إن البعض قد تجاوز ذلك إلى البحث عن كتب ومواد صوتية، مفضلًا الاستماع على القراءة.
مع ظهور الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر، ابتدأ نمو النزعة الاستهلاكية لدى الشعوب، وازدادت القدرة على التصنيع واقتناء الأشياء والتخلّص منها بشكل سريع، وفي السنوات التي تلت ذلك، استمر هذا المسار من الاستهلاك المتزايد؛ إن كان من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية، مثل المأكل والملبس والمسكن، أو من أجل تحقيق المتعة والترفيه، مثل شراء الأزهار والقيام بالرحلات، وكل ما يتعلّق بأمور الزينة أو للاكتناز والتخزين، مثل اقتناء التحف والكتب وغيرها، أو من أجل التباهي والتماشي مع مرتبة اجتماعية معيّنة كشراء أحدث ماركات الملابس أو الهواتف الذكية أو السيارات وغيرها.