العدد (748) - اصدار (3-2021)

العقل العربي متى يخرج من أزمته؟ إبراهيم المليفي

يدخل العقل العربي العصر الحديث محمّلًا بعبء كبير من تراث الماضي، يمنعه من التفاعل مع الحداثة وخوض تجربة التجديد والتنوير، وللإنصاف فإنّه لم تتح للعقل العربي الفرصة ليفحص هذا التراث جيدًا، ولم يمتلك الوقت الكافي لأن يفرّق فيه بين ما هو سلبي بحيث يتخلّص منه، وما هو إيجابي ليكون قوة دافعة تقوده للأمام، فقد تعرّض لكابوس استعماري جثم طويلًا على صدره. من عمق القرون الوسطى جاء الاحتلال العثماني وأغلق على العرب منافذ النور، وسلبه منهم الصنّاع والمحترفون، أجهض كلّ صناعة وليدة، وما إن انجلى الليل العثماني الطويل حتى أقبلت جحافل الغرب، لم تأتِ حاملة مصابيح التقدّم والمعرفة التي كانت تمتلكها، ولكن بجيوش وأساطيل مجهزة بالمدافع المميتة.