العدد (748) - اصدار (3-2021)

من رمزيّات يوسف إدريس د. جابر عصفور

لا أظنُّ أنّ هناك قضيّة قد شغلت وعي يوسف إدريس في الكتابة مثل قضيتَي الحرية والديمقراطية بكلّ المعاني التي يمكن أن تأخذها هاتان الكلمتان، وفي كل الدوائر التي يمكن أن تتلامس معها أو تتداخل وإيّاها. يستوي في ذلك أن نتحدثَ عن الأبعاد السياسية الاجتماعية للكتابة، أو عن الأبعاد الفيزيقية أو الميتافيزيقية. وعرف قرّاء يوسف إدريس أن الوعي الفيزيقي عنده هو الوجه الآخر للوعي الميتافيزيقي، وأن السياسي مربوطٌ بالاجتماعي، المربوطٌ بدوره بالاقتصادي والثقافي.

المَخْبُوءَةُ احمد مفدى

وَمَـضَـتْ‭ ‬بِـهِـمْ‭ ‬خَـلْـفَ‭ ‬الـزَّمَـانِ‭ ‬رِكَابُـهُـمْ وأنَـا‭ ‬الـذِي‭ ‬عَـشِـق‭ ‬الـهَـوَى‭ ‬لِـتَـمَـنُّـعِـكْ‭...!‬ ونَـثَـرْتُ‭ ‬عِـشْـقًـا‭ ‬فِـي‭ ‬الـقَـصِـيـدِ‭ ‬مَـحبَّةً‭ ‬ بِـمَـجَرَّتِـي،‭ ‬وفَـرَشْـتُ‭ ‬نَـجْـمَ‭ ‬مَـواقِـعِـكْ‭ ‬ ‭ ‬لِلـعَـاشِـقَـاتِ‭ ‬الـنَّـاسِـكَـاتِ‭ ‬تَـيَـمُّـنـًا‭ ‬

أدب العجيب في التراث العربي د. خالد التوزاني

عرف التراث العربي نوعًا من الأدب، يمكن نعته بأدب العجيب، وقد لعبَ دورًا أساسيًا في الحياة الثقافية والأدبية والفكرية، بفعلِ ما يحمِلُهُ من إبداعٍ في اللغةِ والفكر، وقدرة على التعبير عن المواقف والآراء، واقتحام المسكوت عنه والمحرّم السياسي، الشيء الذي جعلَ هذا الأدب متقدِّمًا في عصره، يمثّل روح «ما بعد الحداثة» في العصور القديمة، ساعَدَ على نَقْلِ الأدب، من المألوف إلى العجيب المُعجِبِ والمرغوب.

الأنموذج الشِّعري تشكُّله وتحكُّمه بالشعر العربي د. عبدالمجيد زراقط

عرف الشعر العربي، في مسار تطوُّره، ظاهرة تحكُّم أنموذج شعريٍّ به، يتحدَّث عنها بعض الباحثين، فيقول «إنَّ مقاييس أزليَّة جعلت الشعر الجاهلي أنموذجًا يتحكَّم بالإنتاج الشعري، على مرِّ التاريخ الثقافي العربي، إلى درجة تحوَّلت فيها هذه المقاييس إلى سلطة تكتسب قوَّة المعيار والقانون الخالد» (انظر، على سبيل المثال، محمد الجابري، تكوين العقل العربي، بيروت؛ دار الطليعة، 1984، ص. 96). تبدو هذه الرؤية شاملة، وشديدة العمومية؛ الأمر الذي يُفقد أحكامها الدقَّة والموضوعيَّة، إذ إنَّ هذه الأحكام المطلقة العامة تشمل أربعة عشر قرنًا من الإنتاج الشعري الذي كثُر فيه الإبداع والاتّباع في الوقت نفسه، مما يقتضي التمييز بينهما وإصدار الأحكام المبنيَّة على دراسات نقدية تزامنيَّة وتطوُّرية.

حرب وحبّ وحنين عبداللطيف البازي

يقال إن العنوان عتبة، والعمل الأدبي الذي أودّ الاقتراب منه وإضاءته في هذه الدراسة له أكثر من عتبة وأكثر من عنوان؛ يتعلّق الأمر برواية للكاتبة الإسبانية ماريا دوينياس عنوانها يمكن ترجمته بــ «انقضاء الزمن بين خِياطة وأخرى». وبالفعل، فالشخصية الرئيسية في هذه الرواية هي امرأة شابة وجميلة تعلّمت الخياطة، واتخذت منها حرفة ووسيلة للترقي الاجتماعي السريع.

النَّقَائِضُ الأُمَوِيَّةُ حَلْقَةٌ مِن التَّنَاغُم د. محمد محمد عيسى

ظلَّتْ القصيدةُ العربية على مرِّ عصورها مستدعاة، وكان عليها أَنْ تخرج في أبهى صورها تمامًا مثلما تبدو العروس ليلة زفافها، وكان على شاعرها أَنْ يُخرج أَحَدَّ ما في جعبته من سهام لتصيب مرماها نحو المتلقي، وقد ظلَّت طوال هذه الفترة في رهانٍ مع نظائرها من نفائس الشعر العربي قديمًا وحديثًا. وتُعدُّ النقائض من الفنون الشعريَّة التي دفع إلى وجودها دافع قويٌّ؛ فقد جاءت النقيضة إِثرَ تحريض وإلحاحٍ، وقد حرَّك فتنتها واستحث شعريَّتها مثيراتٌ سياسيةٌ، واجتماعيةٌ، وعصبيَّةٌ، وأُخرى فنيَّة. وعلى الرغمِّ من حِدَّة هذه المثيرات؛ فإِنَّها قد أَفرزت للعربية شعرًا عاليًا، وشعراء أَفذاذًا، والنقيضة هي «أَنْ يتجه شاعرٌ إِلى آخر بقصيدة هاجيًا أو مفتخرًا، فيعمد الآخر إلى الردّ عليه هاجيًا أو مفتخرًا ملتزمًا البحر والقافية والرويّ الذي اختاره الأول، ومعنى هذا أَنَّه لا بدَّ من وحدة الموضوع فخرًا أو هجاءً أو سياسةً أو رثاءً أو نسيبًا أو جملة من هذه الفنون».