العدد (748) - اصدار (3-2021)

مئوية لبنان الكبير والإرث الطوابعي هدى طالب سراج

استُحدثت الخدمات البريدية في لبنان ونظّمت في العهد العثماني، وأصبحت تُعرف بـ«لبنان الكبير»، في المدن والنواحي التي انضوت لاحقًا في إطار دولة لبنان الكبير؛ وإن اختلفت التقسيمات الإدارية في حينه بين ولايات الشام وبيروت وطرابلس وجبل لبنان. وقد حلّ عام 2020 بويلات على لبنان، لكنّه حمل أيضًا الذكرى المئوية الأولى على تأسيسه، ونستقرئ في هذا المقال المناسبة توازيًا مع تجلّياتها في الإرث الطوابعي اللبناني. مع انتهاء الحرب العالمية الأولى وما تلاها بين الأعوام 1918 و1923 ظلت مكاتب ودوائر البريد تعمل كما كانت في العهد العثماني، بموظفيها وأوراق إدارتها وأختامها. وقد ذكرت المصادر أن أكثر من 230 مكتب بريد ورثتها السلطة التي تولّت إدارة شؤون البلاد، وصولًا لقيام دولة لبنان الكبير، لكن تغييرًا جذريًا ما طرأ على الطوابع المستعملة في تلك الفترة.

مجلةُ العربيّ فِي الذَّاكرةِ الثَّقافيةِ للـعلاَّمة التَّازي نصرالدين شردال

مَعَ بدايةِ شهرِ أبريل من هذا العام، تحلُّ الذِّكْرَى السَّادِسَةِ لرحيلِ العلاّمةِ والدِّبلوماسيِّ والمؤرخِ والسّفيرِ والسّياسيِّ المغربيِّ د. عبدالهادي التّازي (15 يونيو 1921م ـ 2 أبريل 2015م)، الّذي يعدُّ واحدًا منْ أهمِّ الوجوهِ المُشْرقةِ فِي الثّقافةِ العربيّةِ المَغْرِبيّةِ الحَديثةِ والمُعَاصِرةِ في العَالمِ العَرَبيِّ نظرًا لما قدمهُ من اجتهاداتٍ وكتاباتٍ مُهمَّةٍ فِي الكَثِيرِ منْ صُنُوفِ المَعْرِفَةِ والثَّقَافَةِ؛ أهمّها الدّينُ والتّاريخُ والرّحلةُ والعمرانُ والتّفسيرُ والتّرجمةُ والدِّبْلُومَاسيةُ والتّواصُلُ الثَّقَافِيُّ. ترك التازي مَا يزيدُ على 60 كتابًا فِي شتى صُنُوفِ المعرفةِ، فضلًا عن التّرجمةِ منَ الفرنسيةِ والإنجليزيةِ والتّقاريرِ والاستطلاعاتِ الّتِي قَدَّمَهَا للعديدِ منَ الهيئاتِ والمُنظمَاتِ والمَجلاتِ الثّقافيّةِ والأدَبيّةِ، ومنْ بينهَا مَجلةُ العَرَبِيِّ الّتِي تُعدُّ أَعْرقَ مَجَلَةٍ عَرَبِيَّةٍ.

أحمد عبدالمعطي حجازي التجربة الباريسية بمناسبة بلوغ الشاعر العربي الكبير عامه الـ 85 د.رضا عطيه

تمثّل تجربة أحمد عبدالمعطي حجازي «الباريسية» إصحاحًا مهمًا في سفر الشاعر المصري والعربي الكبير، حيث انتقاله، شبه القسري، للعيش في مكان آخر، باريس، لما يناهز سبعة عشر عامًا منذ بدايات عام 1974، حتى نهايات عام 1990، تلك التجربة التي ارتسمت في ديوانين للشاعر: كائنات مملكة الليل (1978)، وأشجار الأسمنت (1989)، حيث العيش في المكان الآخر الباريسي، وحمل الذات مكانها الأول، الوطن/ مصر، في تضاعيف وعيها ومسامّ لاوعيها أيضًا.